في يوم 3 يونيو عام 1863، شهدت الفلبين – وبالتحديد منطقة جزيرة غرب لوزون – واحدة من أكثر الزلازل تدميراً في تاريخها المسجل. كانت هذه الزلزال الكارثي مركزه في العاصمة مانيلا والمناطق المجاورة، حيث تفوقت قوته على العديد من الزلازل الأخرى التي ضربت المنطقة في السنوات السابقة. يصف التقارير التي تم جمعها بعد الزلزال بأن المياه في خليج مانيلا انحرفت بعيداً عن العاصمة باتجاه كافيتي، ثم عادت مرة أخرى، تتحرك في الاتجاه المعاكس. وقد أفاد قبطانين على متن سفينتين فرنسيتين بأن موجة عاتية هاجمت السفن من الجنوب الشرقي في تمام الساعة السابعة والنصف مساءً، وارتطمت بالسفن وتدحرجت فوق السطح، غمرتها تماماً تحت مياه البحر. وشهدت السفن اهتزازاً ورجفة كما لو أنها اصطدمت بالقاع. وقد اشتعلت المياه المحيطة بالسفن وغطتها رغوة. ورجحت بعض المصادر أن قاطرة البخار “إسبرانزا” اختفت مع طاقمها بالكامل في هذا الزلزال الضخم.
وبعد الزلزال، لاحظت المنطقة أيضا تكراراً للعواصف البحرية التي شلت تقريباً الحركة البحرية، مما تسبب في خسائر فادحة. ومن الجدير بالذكر أن السواحل تعرضت لهجمات العواصف المتواصلة بعد الزلزال، مما أثر بشكل كبير على حركة الملاحة والاقتصاد المحلي.
هذا الزلزال الذي ضرب الفلبين في عام 1863 له أثر كبير في تاريخ المنطقة، وقد ترك أثراً بارزاً على السكان والبيئة المحلية، مما يجعله حدثاً يستحق الاهتمام والدراسة المستفيضة.