في عام 1645، وتحديدًا في الثلاثين من نوفمبر، شهدت الفلبين، وبالتحديد جزيرة وسط الوزون، حدثاً مدمراً بناءً على التقارير التي تفيد بحدوث زلزال عنيف بلغت قوته 8.0 درجات. وقد أحدث هذا الزلزال تغييرات جذرية في الطبيعة الجغرافية للمنطقة، حيث شهدت مقاطعات كاجايان وشمال إيلوكوس التغيرات الأكثر تميزاً، إذ تغير مجرى الأنهار واستقرت الأرض الطينية وانبعث الرمل من الشقوق، وظهرت ينابيع جديدة، وصعب على الناس البقاء قائمين في وقت الزلزال. وتجاوز عدد القتلى 600 شخص، وأصيب أكثر من 2500 شخص بجروح متفاوتة الخطورة.
وكانت الآثار الوخيمة لهذا الزلزال واضحة حتى في مناطق بعيدة عن مركز الحدث، حيث شهدت مانيلا ومحيطها ارتفاعاً كبيراً في منسوب مياه البحر ومداها، حيث ضربت أمواج عاتية جدران المدينة مما أدى إلى تدمير العديد من المباني، خاصة تلك التي كانت مبنية من الحجر، وأدى هذا الزلزال الهائل إلى وفاة الآلاف من السكان المحليين والعبيد. في هذا السياق، يشير التقرير إلى أن الزلزال المدمر أسفر عن وفاة ما يقرب من 3000 شخص.
وعلى الرغم من أن هذا الحدث الكارثي تم تصنيفه على أنه “مشكوك فيه جداً” فيما يتعلق بحدوث تسونامي، إلا أن هناك تقارير تشير إلى أنه رُصدت أمواجًا عاتية على النهر في مانيلا وفي جزيرة لوزون، مما أدى إلى فتحه وتجاوز مياهه حدوده الطبيعية، وقد تم اقتراح فرضية بأن هذا الاضطراب كان نتيجة لظاهرة السايشيز في خليج مانيلا بدلاً من حدوث تسونامي.
ومن الجدير بالذكر أن الزلزال الذي وقع في نوفمبر لم يكن الأخير، بل شهدت المنطقة هزات أرضية متكررة حتى نهاية عام 1646، حيث وقعت الهزة الأقوى منها في الخامس من ديسمبر عند الحادية عشرة مساءً بالتوقيت المحلي. وقد شهدت مانيلا تحركات متتالية وهائلة للأمواج على نهرها خلال الزلزال أو ما بعده، حيث بدا أن المياه ستغمر كل الأرض بسبب عنف الأمواج وغمرت المياه سطح الجسر.