في السنة 1880، في تاريخ 26 أكتوبر، في تمام الساعة 10:20 مساءً بالتوقيت المحلي لمدينة سيتكا في ألاسكا، وقع زلزال بقوة 6.3 درجات على مقياس ريختر، واستمر لمدة تتراوح بين عشرين إلى ثلاثين ثانية، تبعه ثمانية أو تسعة هزات ارتدادية خلال الساعات الـ48 اللاحقة. سُمعت أصوات الشقوق وتكسير الأرض في سيتكا، بينما انفجرت الينابيع في وارم سبرينجز، التي تبعد حوالي 32 كيلومتراً جنوب شرق سيتكا، كالنوافير الساخنة. وأفاد سكان قرية هوناه، الموجودة في الطرف الشمالي لجزيرة تشيتشاغوف، بأنهم تم تحطيمهم “كقطع الخشب في دوامة”. وقد تم إنتاج تسوناميين منفصلين، ربما نتيجة لانهيارات أرضية تحت الماء، خلال هذا الحدث.
وفي الساعة 1:30 بعد الظهر بالتوقيت المحلي (وفقًا لمصادر أخرى، كانت الساعة 8:45 مساءً) في سيتكا، حدثت إعصار، مصحوبًا بزلزال، أثار الذعر بين السكان وتسبب في أضرار كبيرة. ونصف ساعة لاحقًا، شعر الناس بصدمة ثانية، وحدثت سبعة أو ثمانية هزات أخرى خلال اليومين التاليين. استمرت الصدمة الأولى لمدة حوالي 30 ثانية، ثم ظهرت موجة مد بحرية كبيرة. وكانت قوة الزلزال قوية في قرية هونياك. شعر السكان بالصدمات على طول الساحل الكامل لكندا، لكن لم يُلاحظ ذلك على جزيرة كودياك. وفي نفس العام، وقع زلزال قوي على جزيرة تشيريكوف في جزر ألوتيان، مما أدى إلى تشكل أو إحياء خلل سطحي.
تتمثل الأحداث التي جرت في ذلك العام في سلسلة من الظواهر الطبيعية المدمرة، تركت بصماتها على السكان والمناطق المحيطة. وبالرغم من مرور أكثر من قرن على هذه الأحداث، إلا أنها ما زالت تروي لنا حكاية القوى الطبيعية التي لا يمكن التنبؤ بها بدقة، والتي تجعلنا ندرك هشاشة وجودنا في وجه هذه الظواهر الجبارة.