في الرابع عشر من أغسطس لعام 1846، وقعت حادثة طبيعية مدمرة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، تحديدًا في مدينة ليفورنو الواقعة في إيطاليا. كان السبب وراء هذه الكارثة هو زلزال بقوة 6.1 درجات على مقياس ريختر، حيث بلغت عمق الزلزال حوالي 5.0 كيلومترات تحت سطح الأرض.
قبل وقوع الزلزال، بدأت ظاهرة غريبة تلفت الانتباه في المنطقة، حيث بدأ يُسمع دوي غريب تحت سطح الأرض قرب منارة في ليفورنو منذ الخامس والعشرين من يوليو، وتزايدت حدته يومي 12 و13 من أغسطس. كان هذا الدوي مصحوبًا بتغيرات غير عادية في حركة مياه البحر، لم يكن بإمكان تفسيرها بسبب طبيعة أو قوة الرياح التي كانت تهب في ذلك الوقت.
بعد هذه الظاهرة الغريبة، وقع الزلزال القوي في منطقة توسكاني في إيطاليا عند الساعة 12:35 بالتوقيت المحلي في الرابع عشر من أغسطس. تأثرت القرى الموجودة على التلال بشكل أكبر من تلك الموجودة في الانخفاضات، حيث دمرت قرية أورسيانو بشكل كامل، وتعرضت لورينزانا، وسانت ريغولو، وكاسكيانا، وكريسبينا، ولاري، وبييفي دي سانتا لوسي، ومونتيسكودايو، وجوارديستالو، وفولتيرا لأضرار جزئية. وقد بلغ عدد القتلى في هذه الكارثة 56 شخصًا.
تجاوزت الأضرار الناتجة عن هذا الزلزال الحدود المادية، حيث تقدرت بخسائر مالية كبيرة تتراوح بين 5 إلى 24 مليون دولار أمريكي. رغم أن هذه الحادثة حدثت منذ عقود، إلا أنها تبقى عبر الزمن تذكيرًا بقوة الطبيعة وتأثيرها المدمر على حياة البشر وممتلكاتهم.