في السابع عشر من أبريل عام 1893، وفي إحدى الأوقات الهامة والتي لا تُنسى في تاريخ الإنسانية، شهدت البحر الأيوني الذي يقع قبالة سواحل اليونان حدثاً طبيعياً هائلاً يعود إلى قوة الطبيعة الهائلة وهي الزلزال، والذي أدى إلى إحداث تأثيرات مدمرة بأبعاد كبيرة. وفي تلك اللحظة المرعبة، تسبب الزلزال الذي بلغت قوته 6.4 درجة على مقياس ريختر في إحداث اضطرابات هائلة في المنطقة المحيطة، مما أدى إلى حدوث انخفاض مفاجئ في مستوى سطح البحر في جزيرة زاكينثوس (Zante)، وهو ما يعرف بانسحاب البحر.
تجلت قوة هذا الحدث الطبيعي المدمر في تعرض السكان والبيئة لمخاطر جسيمة، حيث أثر الانسحاب المفاجئ للبحر في زعزعة الاستقرار المعتاد للبيئة البحرية وتأثيرها على الحياة البحرية والسواحل المجاورة. ومع ذلك، فإن الأثر الأكثر بروزاً لهذا الحدث المأساوي كان في تأثيره على البنية الاجتماعية والبشرية، حيث أحدثت الأمواج العاتية التي تبعت الانسحاب البحري خسائر فادحة في الممتلكات والبنى التحتية، مما تسبب في خسائر بشرية جسيمة في الأرواح والممتلكات.
مع هذا الحدث الكارثي، تبنى الإنسان فهماً أعمق لتأثيرات الطبيعة الهائلة وقدرتها على تغيير وجه الأرض في لحظات. وتبقى هذه اللحظات التاريخية ذات أهمية كبيرة في تذكيرنا بضرورة الاستعداد والتأهب لمثل هذه الكوارث الطبيعية وتبني إجراءات وقائية لحماية الحياة البشرية والممتلكات في مواجهة مثل هذه الظواهر الطبيعية القوية.