في السادس والعشرين من إبريل عام 1861، حدثت واحدة من الكوارث الطبيعية الهائلة التي عرفتها جزيرة سومطرة في إندونيسيا، حيث ضرب زلزال بقوة 7.0 درجات على مقياس ريختر منطقة قريبة من جنوب غرب سومطرة، وتحديداً عند التقاء خط العرض 1 درجة شمالاً وخط الطول 97.5 درجة شرقاً، على عمق يبلغ 70 كيلومتراً تحت سطح الأرض.
تصاحب هذا الزلزال تسونامي مدمر، حيث أدى الزلزال القوي إلى ارتفاع مياه البحر بشكل ملحوظ على ساحل سومطرة. في باريامان، شهد السكان هزة أرضية قوية استمرت لمدة تتراوح بين 2-3 دقائق، في حين استمرت لمدة دقيقة ونصف في سينجكل. في مناطق بادانج وأجيربانجيس، شوهدت حركات أفقية متموجة تستمر لمدة حوالي دقيقتين. وفي فورت دي كوك، شعر الناس بارتجاجات خفيفة. وفي سينجكل، ارتفعت مستويات سطح البحر إلى حد كبير، بحيث ارتفعت المياه إلى مستوى يغطي الأرض بطبقة من المياه بعمق 25 سم داخل منزل القائد. وخلال اليومين التاليين، ارتفعت المياه أكثر من مرة واحدة إلى نفس الارتفاع، على الرغم من عدم شعور الناس بهزات جديدة تحت الأرض.
هذه الكارثة التي ألحقت أضراراً هائلة بالمناطق المحيطة، لا سيما السواحل، تجسدت في الخسائر البشرية والمادية الجسيمة، حيث لم يكن لدى السكان مأوى آمن من هذه العاصفة البحرية العاتية. تاريخياً، فإن هذا الزلزال والتسونامي المصاحب قد سجلتها العديد من المراجع التاريخية باعتبارها واحدة من أكبر الكوارث الطبيعية في المنطقة، مما يجسد قوة الطبيعة وهشاشة البشر أمامها.