في الخامس والعشرين من شهر سبتمبر عام 1971، شهدت بحر بسمارك، الواقع جنوب غرب بابوا غينيا الجديدة، حدثاً طبيعياً مدمراً، حيث ضربت المنطقة زلزالاً عنيفاً بلغت شدته 7.0 درجات على مقياس ريختر، مصحوباً بانهيار أرضي. وقد سُجلت هذه الحادثة في منطقة تتضمن كل من نيو كاليدونيا ونيو غينيا وجزر سليمان وفانواتو.
بلغت إحداثات الزلزال الناتجة عن هذا الحدث على خريطة الزلازل 2040، ووقع الزلزال في الساعة الرابعة و36 دقيقة صباحاً بتوقيت المنطقة المحلية، وكانت الإحداثيات الجغرافية لمركز الزلزال عند خط عرض -6.5 وخط طول 146.6. تسبب هذا الحدث الطبيعي في تأثيرات واسعة النطاق، مع تسجيل تأثيراته في الكثير من المواقع المحيطة به.
وفي الوقت الذي وقع فيه الزلزال، كانت حركة البحر هادئة نسبياً، ولكن بعد دقائق قليلة من الزلزال، بدأت البحر في خليج بايرن، جنوب وجنوب شرق شبه جزيرة سالاماوا، تتقلب بشكل مفاجئ كما لو أن رياحاً قوية فجاؤوا بالمياه إلى الحركة. خلال حوالي خمس دقائق، بدأت أمواج البحر التي تكسر على الشواطئ بالاقتراب من علامة مد عالٍ تقع في يونيو ويوليو وأغسطس (وهي عادة أعلى بحوالي ستة أقدام مما هو معتاد لشهري سبتمبر وأكتوبر). ثم تلاشت هذه الاضطرابات بالرغم من استمرار تأثير الأمواج العالية لمدة تقارب عشر دقائق إضافية. وتم تسجيل تأثير الانزلاق في خليج هون على المد والجزر، والتي تم تسجيلها في محطة قياس المد في لاي.
ورغم أن بعض المصادر أشارت إلى أن هذا الزلزال كان قد تسبب في تكوين تسونامي، إلا أن الشكوك كانت موجودة بشأن قدرة زلزال بهذا المقدار وعمق فوكته البالغ 115 كيلومتراً على إثارة تسونامي قابل للملاحظة. يشير الباحثون إلى أن هناك تحفظاً كبيراً بشأن إمكانية حدوث تسونامي نتيجة لزلزال بهذه المعلومات الهامة المقدمة.
في النهاية، يظل هذا الحدث الطبيعي شاهداً على عواقب القوى الهائلة التي تعمل في باطن الأرض، ويعتبر تذكيراً بأهمية فهمنا وتقديرنا لقوى الطبيعة وتأثيراتها المحتملة على حياتنا وبيئتنا المحيطة.