في عام 1812، تعرضت منطقة “نيو مادريد” في ولاية ميزوري الأمريكية لسلسلة من الزلازل الكبيرة التي أثرت بشكل كبير على المنطقة وعلى النهر المار بها. تم تسجيل أكثر من 200 زلزال بين 16 ديسمبر 1811 و 15 مارس 1812 على طول الخط الزلزالي “نيو مادريد”. وكانت هذه الزلازل من النوع القوي والذي تجاوزت فيه بعض الهزات قوة 8.0 درجة على مقياس ريختر.
تسببت هذه الزلازل في توليد عدة أمواج في الأنهار المحلية، مما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه وتقلبها، وتأثرت الملاحة بشكل كبير. كانت تلك الأمواج الناتجة عن الزلازل تشبه تسوناميات النهر، حيث تسببت في إحداث اضطرابات شديدة في تدفق المياه وتغيرات ملحوظة في منسوبها.
تأثير هذه الزلازل لم يقتصر فقط على الأضرار المباشرة بل أيضًا على الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة. فقد تعرضت المنازل والبنى التحتية لأضرار جسيمة، وقد وقعت خسائر بشرية جسيمة. ومع توقف المياه الراكدة بفعل تلك الزلازل العنيفة، شهدت المنطقة فترات من عدم الاستقرار والتوتر الشديد.
من الجدير بالذكر أن هذه الزلازل كان لها تأثير طويل الأمد على البيئة والجيولوجيا في المنطقة، حيث تركت آثارا بارزة وملحوظة على الطبيعة الجيولوجية للأرض وتضاريسها. وتعتبر هذه الزلازل مثالا بارزا على قوة الطبيعة وتأثيرها الكبير على حياة البشر وعلى بنية البيئة.