“بلا لمسات على الإطلاق”، المأخوذة عن الكتابة الأصلية للمانغا، تُعد واحدة من تلك القصص الساحرة والتي تتخذ من فنون البوي اليابانية (BL) مأوى لها. تأخذنا هذه القصة في رحلة فريدة من نوعها، تنسج خيوط الدراما والرومانسية بشكل رائع، في عام 2008.
تبدأ الأحداث في يوم استثنائي عندما يجد الشاب الخجول شيما نفسه محصورًا في المصعد مع رجل فوضوي، لا يمكن وصفه إلا بأنه “عبث بعد السهرة”، ويتضح فيما بعد أن هذا الرجل هو رئيسه الجديد! يظهر الخارج الشائك لتوغاوا بشكل واضح أنه يضع الشاب المبتدئ في حالة من التوتر، ولكن لا يمضي وقت طويل حتى يتغلغل تفكير شيما في كل لحظة يقظة لديه، وذلك بفضل تفوق رئيسه السيطري ولكن المتفهم تمامًا.
هل سيستطيع شيما تجاوز تاريخه المليء بخيبات الأمل من أجل أن يخاطر بالمضي قدمًا في علاقة معقدة؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه هذا المانغا الذي يمتلك طابعًا فريدًا. تحاكي القصة ليس فقط العلاقات العاطفية بل وتلامس أيضًا مواضيع لا تفارق واقع الحياة العملية، مما يضيف طابعًا حقيقيًا وملمسًا من البلوغ والنضج للرومانسية.
وفي سياق الأحداث، يتجلى الكثير من الأوسمة والتصنيفات التي تميز هذا العمل. إذ يمتزج الخيوط العاطفية والدرامية ببراعة مع مكونات الياوي، ما يتيح للقراء الاستمتاع بعمق القصة وتنوعها. تحمل العلاقة بين الزميلين توغاوا وشيما طابع الكثير من المتاعب والتحديات، ولكنها في الوقت نفسه تبرز الجوانب الإنسانية العميقة لكل منهما.
وتتميز المانغا بعناصر البلوغ والنضج في الرومانسية، مما يمنح القصة عمقًا إضافيًا. إذ يُظهر التفاعل بين الشخصيات تطورًا تدريجيًا يتسم بالواقعية والعمق. القارئ يجد نفسه مشدودًا إلى أحداث القصة ويعيش مع الشخصيات كل لحظة من لحظاتها المعقدة.
لا يقتصر جمال هذا العمل على العلاقة الرومانسية بين الشخصيات الرئيسية، بل يتسع ليشمل موضوعات مثل الحياة المهنية، والعلاقات الشخصية في بيئة العمل، وحتى تفاعلات المجتمع تجاه العلاقات اللامألوفة. يضفي ذلك الطابع الشامل على المانغا قيمة إضافية ويجعلها تتألق في عالم الرومانسية البالغة النضج.
في ختام القول، “بلا لمسات على الإطلاق” تبرز كواحدة من الأعمال المميزة في عالم المانغا، حيث تجمع بين الرومانسية والدراما بشكل فريد، وتقدم تجربة قراءة غنية ومشوقة لمحبي القصص البوي.