رواية “إله في الخراب” لليون أيريس: رحلة عبر الزمن والسياسة والعاطفة
تُعدُّ رواية “إله في الخراب” للكاتب الشهير ليون أيريس واحدة من أبرز الأعمال الأدبية التي تجمع بين الدراما السياسية والأحداث التاريخية في إطار روائي مشوق. صدرت الرواية عن دار نشر هاربر في مايو عام 1999، وقد نالت شهرة واسعة بفضل قدرتها على دمج الحقائق التاريخية مع الخيال المثير بطريقة تجعل القارئ غارقًا في أحداثها وشخصياتها.
تدور أحداث الرواية حول شخصية كوين باتريك أوكونيل، وهو رجل نزيه ومبدئي وشجاع على وشك أن يصبح ثاني رئيس أمريكي من أصل إيرلندي كاثوليكي. تقع أحداث الرواية بين فترة الحرب العالمية الثانية وحملة الانتخابات الرئاسية لعام 2008، مما يوفر خلفية زمنية غنية ومعقدة للأحداث التي تجري. من خلال شخصية كوين، يتناول أيريس موضوعات متعددة تتعلق بالسياسة والعائلة والغيرة والحب، مما يخلق رواية تمزج بين الواقعية والتشويق.
تبدأ الرواية مع العودة البطولية لدانيال تيموثي أوكونيل من الحرب العالمية الثانية. بعد أن أُصيب بجروح وأصبح بطلًا مزينًا بالأوسمة، ينتقل دانيال إلى جبال كولورادو مع زوجته الشابة شيوفان، قادمًا من أحياء بروكلين المزدحمة. رغم النجاح الذي حققاه كعائلة مربيّ بقر، يفتقد الزوجان إلى طفل، مما يدفعهما إلى تبني صبي صغير في الثالثة من عمره، يُدعى كوين باتريك، الذي يحمل خلفيته غموضًا كبيرًا.
تتبع الرواية حياة كوين وهو ينمو من شاب مضطرب إلى جندي مارين شجاع يتصدى لمهام سرية خطيرة، ثم يتحول إلى قائد ذكي وصادق، عازم على مواجهة القوى الشريرة التي تهدد البلاد. تتداخل قصة كوين مع حياة امرأتين جميلتين أحبوه دائمًا: غرير، الحبيبة التي تقودها الطموحات والعواطف، وريتا، ابنة صديقه ومرشده رينالدو مالدونادو، التي تكن له الحب العميق والإعجاب.
تُبرز الرواية الصراعات السياسية الداخلية والخارجية، حيث يواجه كوين أعداء أقوياء يسعون لتدميره، ومن بينهم الرئيس الحالي ثورنتون تومتري. تومتري هو قطب كمبيوتر محافظ بنى إمبراطوريته الإلكترونية من ساحة خردة في رود آيلاند، ويُعتبر متشددًا مستعدًا للتعاون مع أخطر العناصر في المجتمع لتحقيق طموحاته الشخصية، حتى وإن كان ذلك يعرض أمان أمريكا للخطر.
من خلال أحداث الرواية، يعرض أيريس خلفية تاريخية ودرامية تجمع بين ماضي أمريكا الناجح ومستقبلها المظلم، مقدّمًا نظرة ثاقبة إلى التحديات التي تواجه البلاد في بداية الألفية الجديدة. تسافر الرواية بين عظمة جبال كولورادو ومخابئ الميليشيات الخاصة في زوايا الصحراء الغربية، لتصل إلى نهاية مثيرة ولا تُنسى.
تُعتبر “إله في الخراب” رواية شامخة تجسد حياة رجل وأسرته وأمة بكاملها، وتجعل القارئ يواجه أسئلة حول القيم والسياسة والطموح في عالم مليء بالصراعات والتحديات. بفضل سرد أيريس المثير وعمق شخصياته، فإن هذه الرواية تظل واحدة من الأعمال الأدبية التي تلهم وتثير التفكير في صراعات الحياة والمجتمع.