“رفع أصواتهن: سياسة غضب الفتيات” هو عنوان كتاب من تأليف لين مايكل براون، الذي يسلط الضوء على تجارب الفتيات المراهقات وآرائهن ومشاعرهن في مواجهة التحديات والتوقعات الاجتماعية والثقافية. يقدم الكتاب سلسلة من القصص والمشاهد الواقعية التي تبرز قوة وإرادة الفتيات في مواجهة القيود والمعتقدات النمطية التي تحاول تقييدهن.
تبدأ القصة بتوضيح حادثتين مميزتين، حيث قامت فتاتان في الرابعة عشرة من عمرهما بتصميم شعار خاص بهما رداً على قمصان زملائهم الذكور المطبوع عليها “هوترز”، بعبارة: “ديكة: ليس لها ما تفخر به”. وفي حادثة أخرى، قامت أبريل شولدت، التي تبلغ من العمر سبعة عشر عاماً، والتي حملت بدون زواج، وتم خداعها في انتخابها كملكة للاحتفالات المدرسية، بإحداث احتجاج خلال تجمع رياضي يشمل كل طلاب المدرسة.
يقدم الكتاب نظرة نقدية للصورة النمطية للمراهقات في المجتمع، التي غالباً ما تصوَّر بوصفها فترة من الاكتئاب وقلة تقدير الذات والتحول إلى ضحايا ساكنين. ومن خلال محادثات مدتها عام واحد مع فتيات في المدارس الإعدادية والمتوسطة من الطبقتين العاملة والوسطى، يسمح لنا الكتاب بالاستماع إلى كيفية اعتماد الفتيات لبعض التوقعات حول النوع الاجتماعي ولكنهن يقاومن بشكل حازم الآخرين، وكيف يستخدمن الوسائل التقليدية النسائية للحفاظ على استقلاليتهن، وكيف يدركن ويقاومن الضغوط لتجاهل احتياجاتهن ورغباتهن.
بحساسية نفسية واهتمام ثقافي، يقدم لين براون ملاحظات مثيرة للجدل حول الفروق الفردية في تجارب وآراء الفتيات، ويظهر كيف يتم تشكيل أصواتهن وتقييدها بواسطة الطبقة الاجتماعية، حيث تكون الفتيات من الطبقة العاملة أكثر استعداداً للغضب بشكل مفتوح من نظيراتهن من الطبقة الوسطى، ومع ذلك يكونن أكثر عرضة لإحباط أنفسهن وتنسيب فشلهن إلى الضعف الشخصي.
يعد هذا الكتاب تصحيحًا مقنعًا وموجهًا للحكم الشائع، حيث يركز على سماع الأصوات الحقيقية للمراهقات: عزمهن، وارتباكهن، وجاذبيتهن، ولمساتهن الفكاهية، والمؤثرة، والنشطة.