في سن الرابعة عشر، كانت حياتي مليئة بأفكار اللعب والتجول مع الأصدقاء، وشراء الملابس الجديدة والكتب للمدرسة. كانت أفكاري تدور حول الأمور البسيطة والممتعة. ومع ذلك، دخلت أنت في حياتي كالزوبعة، مغيراً كل توجهاتي واهتماماتي.
أنت أخذتني إلى عالم جديد، حيث أصبحت مشغولة بفكرك وحضورك. جذبتني بسحرك، ولم يكن في خيالي أن أدرك أهمية الحب في هذا العمر الصغير. لكنك أجعلت الحب يتسلل إلى قلبي دون سابق إنذار. بدأت أهتم بك بشكل لم أكن أفعله من قبل، وأعجبت كثيراً بكل ما تقدمه.
أحببتك بشدة، وهذا كان شيئاً غير متوقع بالنسبة لي. كنتُ فتاة مغلقة عاشت بعيدة عن تلك الأفكار. لكنك فتحت لي أبواب قلبك وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتي. أصبح يومي لا يكتمل إلا بوجودك فيه، كنتَ حاضرًا في كل جوانب حياتي، سواء في المدرسة أو حتى في أفكاري وهمسات هاتفي.
ومع كل هذا الحب والتفاني، جاءت اللحظة المؤلمة. خيبتني وكأنك قلبت حياتي رأسًا على عقب. أخذتني بعيدًا، تركتني وحيدة وحزينة. كنت أعتبرك عائلتي، لكنك تركتني وحيدة بدون أي دعم. كنت الشخص الذي أعتمدت عليه في أوقات الفرح والحزن، ولكنك رحلت دون أي تفسير.
رحيلك لم يؤثر فقط على وجودك في حياتي، بل كان له تأثيرٌ كبير على هويتي ورفاهيتي الشخصية. لقد فقدت وطني بسببك، كنت المأوى الذي أجده في أيامي الصعبة. تركتني بلا أهل وبلا مأوى، وأصبحتُ وحيدة تمامًا في هذا العالم المليء بالناس.
أنت لم تغادر حياتي فقط، بل غادرتُ أنا نفسي. كنتُ قوية ومستقلة، ولكنك جعلتني أشعر بالضعف والوحدة. كنت الملجأ الذي أتوجه إليه في أوقات الضيق، ولكنك اختفيت فجأة. أصبحت حياتي مضطربة وفارغة، وأنا الآن أبحث عن طريقي في هذا العالم الواقعي بعد أن غيرته برحيلك.
المزيد من المعلومات
في تلك الفترة العمرية، كنتُ أحمل أحلامًا وتطلعات نحو مستقبل مليء بالفرح والإثارة. كانت المدرسة مكانًا للتعلم وتوسيع آفاقي، وكتبي الجديدة كانت مصدر إلهام لا يُضاهى. كنت أستمتع بأوقات اللعب مع أصدقائي واستكشاف الأماكن الجديدة التي تعززت بها خيالي البريء.
ولكنك، أنت، أتيت كعاصفة مفاجئة، وغيّرت كل توقعاتي. أدخلتني عالمًا غريبًا من المشاعر والعواطف الجديدة. كنت أشعر بالحياة تتدفق في عروقي بطريقة لم أكن أتخيلها من قبل. كان حضورك يضفي سحرًا على كل شيء من حولي، حتى أصبحتُ أعيش في عالم ملون يغمره الحب والشغف.
تأثرت بكل كلمة قلتها وبكل لحظة قضيتها بجانبك. كنت تسكن أفكاري وأحلامي، وكل شيء في حياتي أصبح مرتبطًا بوجودك. الطموحات المستقبلية انطلقت باتجاهٍ جديد، حيث كنت أرغب في بناء مستقبل مشترك معك، وكان ذلك يمنحني دافعًا جديدًا لتحقيق النجاح.
لكن، كما يحدث في الكثير من القصص، جاء الانقلاب المؤلم. برحيلك، انهارت أحلامي وتحولت آمالي إلى خيبة. كنت أعيش في حالة من الارتباك والضياع، حاولت بجدية إيجاد معنى جديد للحياة بدون وجودك. تبددت الأحلام الوردية وظهرت الألم والحزن في كل زاوية من حياتي.
أتمنى لو كان بإمكاني تجاوز هذه التجربة والعودة إلى الأيام البسيطة قبل أن تأتي في حياتي، ولكن الواقع يفرض نفسه بكل قوة. أصبحت اليوم أنا الفتاة التي تحمل ذكريات الماضي المؤلم، تحاول إعادة بناء نفسها والعثور على وطن جديد في هذا العالم المتغير.