في الثالث والعشرين من ديسمبر عام 2008، قامت بعثة فضائية مميزة إلى محطة الفضاء الدولية، تحمل اسم “ISS Incr-18”. كانت هذه البعثة ذات أهمية بالغة، إذ تمثلت في فترة تواجد طاقم مكون من الرواد يوري لونتشاكوف ومايك فينكي. استمرت هذه الرحلة لمدة تصل إلى 339 يومًا، خلالها قام الطاقم بتنفيذ مجموعة متنوعة من المهام والأنشطة البحثية.
كان الغرض الرئيسي لهذه البعثة هو تركيب جهاز استشعار لانجمير لمساعدة في تحليل فصل الكبسولة الفضائية “سويوز” أثناء العودة إلى الأرض. كما تمكن الطاقم من استرجاع جهاز “BIORISK can”، الذي يعتبر من الأدوات الحيوية المهمة في التجارب الفضائية.
وعلى صعيد آخر، قام الطاقم بتركيب تجارب هامة أخرى، بما في ذلك تجربة “EXPOSE R” وتجارب “Impulse”. ومع ذلك، واجهوا تحديات فنية أثناء العمل على تجربة “EXPOSE R”، حيث لم يتم تنشيطها كما كان مخططًا. ونتيجة لذلك، اضطروا إلى إلغاء التثبيت وإعادتها إلى القسم الداخلي للمحطة الفضائية.
تأثرت بعض المهام الأخرى المخطط لها خلال الرحلة، حيث تم تأجيلها نظرًا لتلك التحديات التقنية غير المتوقعة. وفي إحدى المفاجآت، اضطروا إلى استخدام الغاز المخزن لإعادة ضغط القفل الهوائي نتيجة فشل في صمام معين.
تشكلت هذه البعثة كجزء من برنامج الفضاء الدولي “ISS”، الذي يهدف إلى استكشاف واستغلال المحيطات الفضائية وتطوير التكنولوجيا اللازمة لضمان استمرار وجود الإنسان في الفضاء. وتعد البيانات والتحاليل التي تم جمعها خلال هذه الرحلة مساهمة قيمة في فهم تأثير الظروف الفضائية على الأداء البشري والتكنولوجيا الفضائية.
بهذا السياق، تظهر هذه الرحلة كمثال على التحديات المتزايدة والمعقدة التي تواجهها رواد الفضاء أثناء تنفيذ مهامهم الرائدة، وتعزز الأهمية المستمرة للاستكشاف الفضائي كجزء لا يتجزأ من رحلة التطور البشري والتقدم التكنولوجي.