في قلب دلتا المسيسيبي، تتوسد حياة “آر جي” ركيزة مستقرة وزوجة محبة، ولكن ما يرغب فيه حقًا هو أن يعزف الموسيقى البلوز بمهارة تفوق أي شخص آخر في المنطقة – حلم يكون على استعداد للتخلي عن أي شيء من أجل تحقيقه. في إحدى الليالي، يسمع في الجوك عن إشاعة تفيد بأنه إذا قفز رجل في تلك الطريقة المتقاطعة عند منتصف الليل وعزف أغنية، سيظهر الشيطان وسيحوله إلى عازف بلوز محترف مقابل روحه. وفي لحظة سكر، يقوم “آر جي” بفعل ذلك عن طريق الخطأ، يحكم بذلك حياته السعيدة.
بلا مأوى، يتوجه “آر جي” إلى الطريق، حيث يواجه عصابات اللصوص، وبلدة صغيرة تحظر الكحول وتصر على محاكمته بالإعدام، والشيطان نفسه. يتنقل بين التحديات، ينقلب عالمه رأسًا على عقب، فالمانغا تقدم لنا رحلة استثنائية تجمع بين الخيبة والشجاعة والموسيقى التي ترن في خلفية كل مشهد.
تصطف الصفحات بعناية فائقة لتنقل قصة “آر جي” بتفاصيل تاريخية دقيقة ورؤية فنية فريدة. تظهر الصور بشكل واقعي، تنقل إلينا جو المسيسيبي في عصر العشرينات، حيث تتداخل الحضارة والهموم بأسلوب فني يجسد بديعًا الأجواء الجغرافية والاجتماعية.
تجمع المانغا بين عناصر الإثارة والدراما، مع ملمس من الخوارق والموسيقى. تتغنى بالعناصر النمطية للمانغا سينين، مما يضفي على القصة عمقًا وتعقيدًا يتجلى في التصاعد المتواصل للتحديات والمغامرات التي يخوضها “آر جي”.
في الختام، “أنا وشيطان البلوز” تنقلنا إلى عالم مثير مليء بالتناقضات والمشاعر، حيث يواجه البطل تحدياته بروح مستبدلة بالبلوز العميق، مما يجعل هذه المانغا تجربة فريدة ولافتة لكل عشاق الفن السابع.