في عام 2009، أبصرت مانغا “Non Non Biyori” النور، وهي تحفة فنية تأخذنا في رحلة ساحرة إلى أعماق ريف اليابان البعيد، حيث تتواجد مدرسة أصهرت بأحضان الهدوء والطبيعة الخلابة، مدرسة أصهار أساهيجاوكا. تتميز هذه المدرسة بطابعها الفريد، إذ يتم التسجيل فيها فقط لخمسة طلاب، مما يمنحها لقب أكثر المدارس عزلة في جميع أنحاء اليابان.
تبدأ المانغا برحلتنا المثيرة إلى عالم أساهيجاوكا، حيث تجول الأبقار بحرية في البلدة، ويتجلى جمال الريف في كل زاوية. الطابع الريفي البسيط والجذاب يتجلى في تفاصيل حياتهم اليومية، ورغم بساطة المكان، ينبعث منه الحياة والمغامرة بكل مكان.
من خلال الصف الوحيد في المدرسة، نلتقي بشخصيات مميزة ومتنوعة، بدءًا من الطالبة المبدعة في الصف الأول، مياوتشي رينغي، وصولاً إلى الأخوات الصغيرات كوشيغايا ناتسومي وكوماري، بالإضافة إلى الطالبة الجديدة الرائعة، إيتشيجو هوتارو. يتنقلون بين مواقف فكاهية، مواجهات أخوية متصاعدة، ولحظات تأثيرها الكبير في التقاء الطلاب ببعضهم البعض.
وبالرغم من بساطة أحداث القصة، إلا أن المانغا تقدم لنا دروسًا قيمة حول الصداقة، وتظهر كيف يمكن للحياة في الريف أن تكون ذات طابع كبير وقلب دافئ. القصة تحمل معها روحًا إياشيكي (Iyashikei)، حيث تعمل على تهدئة القلب وإعادة الروح إلى الحياة.
تجسد المانغا ببراعة جميع العناصر المتعلقة بالكوميديا، والسينين (Seinen)، ونمط حياة الريف، وتحول الحياة المدرسية، والتحول الثقافي، وحتى موضوع الطلاب الجدد. كما تم تكييفها بنجاح لتصبح أنمي يحمل معه نفس السحر والفكاهة الذي يتمتع به العمل الأصلي.
باختصار، “Non Non Biyori” ليست مجرد مانغا، بل هي رحلة ساحرة إلى عالم مليء بالضحك، والدهشة، والدفء، حيث تثبت أن القصص الكبيرة لا تحتاج إلى وجودك في المدينة الكبيرة لتكون ذا قلب كبير.