“ما الذي أفعله هنا”، هو عنوانٌ يتناغم مع لغة التأمل والاستكشاف العميقة التي يتقنها بروس تشاتوين في هذا العمل الأدبي الرائع. يتجلى هذا الكتاب كجلسة حوار داخلية مع الذات، حيث يتناول تشاتوين موضوعات متنوعة تتداخل بشكل مدهش، من والده إلى صديقه هوارد هودجكين، ومن محادثاته مع أندريه مالرو وناديجدا مندلسترام. يقوم برصد مسارات لا مقدسة أثناء رحلاته، سواء كان ذلك في البحث عن “فتى الذئب” في الهند أو اتباع فكرة البحث عن اليتي.
في هذا العمل الأدبي الفريد، يرسم تشاتوين لوحة فنية متنوعة، تجمع بين السرد الذاتي والتأمل الفلسفي. يسلط الضوء على تفاصيل حياته الشخصية واللحظات التي شكلت مساره الإبداعي. يقوم بتسليط الضوء على التجارب الثقافية والاجتماعية التي عاشها خلال رحلاته، ويقدم للقارئ نافذة فريدة إلى عالمه الداخلي.
في فصول هذا الكتاب، ينسج تشاتوين بين الحقيقة والخيال، حيث يأخذنا في رحلة عبر الزمن والمكان، محاكيًا الروح المتجولة التي تعيش في داخل كل منا. تتألق مقالاته وسرد قصصه بأسلوبٍ لغوي رائع، حيث ينسج الكلمات بعناية ليخلق لوحة فنية تتناغم بشكل فريد مع موضوعاته المتنوعة.
صدر هذا العمل الأدبي الرائع عن دار النشر بينجوين بتاريخ نشر في أغسطس عام 1990، مما أضفى عليه لمسة من التأريخ والتميز. يندرج الكتاب تحت فئة السفر والمقالات وسجلات الرحلات، حيث يقدم للقارئ فرصة لاستكشاف عوالم جديدة وفهم أعماق الروح البشرية عبر عيون الكاتب الفذ.