في كتابه المميز بعنوان “شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام”، يأخذنا الكاتب أبو بكر النبطي في رحلة شيقة وممتعة عبر عوالم الأبجديات والخطوط القديمة. يتميز هذا الكتاب بالدقة رغم صغر حجمه، إذ يستعرض ببراعة أصول الأبجديات التي انتقلت بين الأمم السابقة والخطوط القديمة.
على مدى 96 صفحة، يقدم الكتاب قصة حضارة، بل حضارات، حيث يستلهم المرء من خلالها العديد من الأفكار والمعرفة. يقف الكاتب عند كيفية تطور الخطوط القديمة، ويستعرض بأسلوبه السلس والجذاب ما كانت عليه أقلام الكوفي والمغربي والأندلسي.
يتأمل القارئ مع الكتاب في سرد تفاصيل حياة الخطوط، وكيف تعكس هذه الرموز الفنية تطور الحضارات عبر الزمن. يستعرض النبطي ببراعة الزخرفة والخط العربي، ويسلط الضوء على الأساليب المميزة للكتابة في مختلف المناطق مثل الكوفي والمغربي والأندلسي.
الكتاب يتحدث عن الجمالية الفنية للخطوط والأقلام، وكيف أثرت هذه الفنون في بناء الحضارات ونقل التراث الثقافي. يضيف النبطي لمسته الفنية الخاصة على هذا الرحيل التاريخي، ويقدم وجهة نظر فريدة حول كيفية تأثير الخطوط على الفهم العميق للحضارة.
يصاحب الكتاب غلافًا فنيًا يعكس روعة المحتوى الداخلي، حيث يُظهر الاهتمام الفائق بالتفاصيل من قبل دار ومكتبة الهلال. يتزاوج الشوق لاكتشاف رموز الأقلام مع اللمسات الجمالية للغلاف، مما يجعل القراءة تجربة ممتعة للباحثين عن الفهم العميق لتاريخ الكتابة والزخرفة العربية.
إن “شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام” يعتبر إضافة قيمة لمحبي الفنون وعشاق الخط العربي، حيث يمنح القارئ فرصة فريدة لاستكشاف عالم الحروف والرموز بأسلوب يجمع بين الدقة العلمية والسحر الفني.