في ركن هذا العالم، الذي يعود تاريخ أحداثه إلى فترة الأربعينات في محافظة هيروشيما، نُقدم لشخصية سوزو، فتاة شابة تأتي من الريف، حيث تنضم إلى زوجها الجديد وعائلته في مدينة كوري المختصة في بناء السفن. وسط انهيار منزلها الجميل حولها، تضطر سوزو لمواجهة تحديات حياة جديدة بينما تحاول التأقلم مع عالم يعج بالاضطرابات.
تتناول المانغا رحلة سوزو في التأقلم مع الظروف الصعبة والمحن التي تفرضها عليها حياة جديدة في ظل الحرب. تظهر سوزو كشخصية قوية وعازمة، ترفض الاستسلام لرعب الحرب، بل تكافح بكل قوة لخلق سعادتها الخاصة. يتناول العمل بجدية مواضيع عديدة، منها الحياة الزوجية، وتغيرات أسلوب الحياة، والفقر، والحرب العالمية الثانية.
المانغا تستحضر ببراعة الأجواء التاريخية للعقد الرابع من القرن العشرين، حيث يتم تصوير مدينة كوري وتطوراتها خلال الحرب العالمية الثانية. الشخصيات في القصة تعكس تنوع الحياة اليومية في ذلك الوقت، مما يمنح القارئ فهمًا أعمق للتحولات الاجتماعية والاقتصادية.
من خلال التركيز على جوانب الحياة العائلية والعلاقات البالغة والطبيعة الإنسانية، تبرز المانغا بوضوح كعمل درامي يستحق الاهتمام، يقدم للقارئ فرصة للتأمل في تأثير الأحداث التاريخية الكبيرة على الحياة اليومية للأفراد.
تعكس العناصر الفنية للمانغا اندماجاً متقناً بين الرسوم المتألقة والسرد المتقن، حيث يظهر كل إطار كقطعة فنية تروي جزءًا من الحكاية. كما أن القصة الملهمة والشخصيات العميقة تجعل من هذا العمل تحفة لا تُنسى في عالم المانغا.
يتنوع العمل بين مواضيع الحرب والحياة اليومية، ما يمنحه أبعادًا متعددة ويضفي عليه طابعًا فريدًا. إن تكامل الدراما، والتأمل في الصراعات الشخصية، والتركيز على البعد الإنساني يجعل من “في ركن هذا العالم” قصة لا تُنسى تعكس جمال وقوة الرواية البصرية في عالم المانغا.