في روايته المميزة “الدفنة”، يأخذنا الكاتب فوّاز الشروقي في رحلة أدبية مشوقة تنسجم مع أحداثها في منطقة الدفنة بمدينة المحرق. يروي الكاتب قصة شاب يعيش غمرة حب طفولي، تتحوّل مع مرور الوقت إلى علاقة عميقة ومعقدة. تتشابك قصته الشخصية مع الأحداث الكبيرة التي شهدتها المملكة البحرينية، مما يمنح الرواية طابعاً تاريخياً غنياً ومعمقاً.
تعتبر هذه الرواية ملحمة أدبية تأخذنا في رحلة زمنية تمتد من ثمانينيات القرن الماضي حتى مطلع الألفية الجديدة، حيث ترصد تطورات وتغيرات المجتمع البحريني على مدى هذه الفترة الزمنية الطويلة. يبرز الكاتب المؤرخ الموهوب في هذا العمل الأدبي الأحداث الهامة التي شهدتها البحرين، مسلطاً الضوء على التحولات الاجتماعية والثقافية التي عاشها الشعب البحريني.
تتميز الرواية بأسلوب كتابي فريد وجذاب يأسر القارئ، حيث يجمع بين الوصف الدقيق والشخصيات الغنية والحبكة الروائية المتقنة. يندمج الكاتب بمهارة بين العناصر الأدبية والتاريخية، مما يخلق تجربة قراءة غنية وممتعة.
تتنوع الشخصيات في الرواية، مما يعزز التعاطف معها ويجعل القارئ يعيش معها مختلف جوانب الحياة. يُظهر الشاب الرئيسي، الذي تنطوي حياته على محبة طفولية تنمو إلى حب عميق، كتاجر في ذكرياته الشخصية وشاهد على تغيرات الماضي وتأثيرها على حاضره.
صدرت الرواية في عام 2014 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وقد حظيت بإعجاب القراء والنقاد على حد سواء. يتميز الكتاب بغلاف ورقي يعكس جودة الإصدار ويضيف لمسة فنية تجعله يبرز بين الإصدارات الأدبية.
في فضاء الأدب والخيال، تقف الرواية كمحطة هامة تثري المكتبات بروحها الفريدة وتسهم في توسيع أفق القارئ العربي. تجسد “الدفنة” قصة لا تُنسى تتناول قضايا الحب، التاريخ، والتغيير الاجتماعي بأسلوب روائي يتسم بالعمق والجمال.