في رواية “السماء الحمراء في الصباح” التي كتبها ريتشارد برادفورد، تُقدم لنا لوحة مؤثرة ومثيرة ترسم صورة فريدة عن فترة الحرب العالمية الثانية وتأثيراتها على الحياة اليومية للأفراد والعائلات. يأخذنا الكاتب في رحلة إلى عالم الصبي جوش، الذي يجد نفسه مضطرًا للتكيف مع تغييرات حياته المفاجئة والمحاولات للتمسك بالأمل في وسط الصعاب الكبيرة.
تدور أحداث الرواية خلال فترة الحرب العالمية الثانية، حيث ينضم والد جوش إلى البحرية الأمريكية، مما يضطر والدته لإرساله إلى ولاية نيو مكسيكو لقضاء فترة الحرب. تتمحور قصة الرواية حول رحلة جوش في هذه الفترة غير المألوفة، والتحديات والتجارب التي يواجهها أثناء تكيفه مع بيئة جديدة بعيدًا عن والديه وعائلته.
تعتبر “السماء الحمراء في الصباح” رواية في قمة الإبداع والتأثير، حيث تنقل لنا براعة الكاتب في تصوير الشخصيات وصياغة الأحداث بشكل يشعر القارئ بالانتماء والتعاطف مع مشاكل وتحديات الشخصيات الرئيسية. من خلال سرد مشوق وأسلوب كتابي رائع، يجسد برادفورد جماليات الصراع الداخلي والتطور الشخصي الذي يمر به البطل خلال رحلته.
تستحق هذه الرواية المكانة التي حظيت بها كواحدة من أبرز الأعمال الأدبية في فئتها، حيث تمتاز بعمق فلسفي وإنساني يفتح الأبواب أمام القارئ ليستكشف معاني الوفاء والشجاعة والأمل في زمن الظروف القاسية.
صدرت الرواية عن دار نشر هاربر كولينز في شهر سبتمبر من عام 1986، ومنذ ذلك الحين لاقت استحسانًا واسعًا من قبل القراء والنقاد على حد سواء، وظلت تحتفظ بمكانتها كأحد أعمال الأدب العظيمة التي تجسد روح الصمود والتضحية خلال فترات الصراع والحروب.