رحلة جورج بوش إلى التاريخ

بدايةً، يجسد كتاب “التجول في التاريخ: مسيرة غير متوقعة لجورج دبليو بوش”، من تأليف فرانك بروني، لوحة فريدة تكشف عن شخصية غورج دبليو بوش، الذي في العديد من النواحي لم يبدو مؤهلاً لشغل منصب الرئاسة أو للتحديات اللازمة للفوز بها. إذ كان شخصية مريحة ومحبة لقضاء وقت ممتع دون شغف أو موهبة كبيرة في الخطابة الرسمية، وكثيرًا ما كان يظهر ودودية بدلاً من سلطة. كان شخصًا يحب البقاء في المنزل ويبدو أنه يفضل البيئات والمواقف التي تكون مألوفة تمامًا على تلك التي هي محفوفة بالمخاطر وغير متوقعة. كانت اهتماماته ضيقة وكانت جهوده لتوسيعها متقطعة.

ولكنه وصل إلى هناك، وبعد الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، واجه تحديًا أكثر صعوبة مما واجهه العديد من سلفه. بعد هجمات الإرهاب على مركز التجارة العالمي والبنتاغون، تركت بوش مسؤولية قيادة الأمريكيين خلال فترة من القلق والشكوك غير المعتادة، ليُلهمهم ويطمئنهم. هل يمكنه فعل ذلك؟ في “التجول في التاريخ”، يقوم فرانك بروني، الذي تغطى حملة بوش الرئاسية وأول ثمانية أشهر في البيت الأبيض لصالح صحيفة نيويورك تايمز، بالتنقيب في الساعات العديدة التي شاهد فيها بوش وتفاعل معه لاستكشاف هذا السؤال، وتقديم جوانب من بوش لم تواجهها القراء من قبل.

يتطلع إلى اللحظات الصغيرة للحقائق الكبيرة، متنقلاً خلف الكواليس ويقدم رؤى جديدة في نقاط ضعف بوش التي تُسجل غالبًا، والقوى التي غالبًا ما تُغفل، ورحلته – أحيانًا بجدية وأحيانًا بتردد – من خفة طبيعية إلى جدية جديدة.

كما يأخذ بروني القراء في رحلته الخاصة من خلال المتاهة الغريبة للسياسة الرئاسية، ويوثق بذكاء الحياة في الفقاعة السياسية المغلقة للتغطية السياسية وتأثيرها المحبط غالبًا على التغطية التي يحصل عليها السياسيون. إنها مغامرة صريحة وبليغة ومنيرة تُظهر لماذا وصفت نيوزويك بروني بأنه “ربما الأكثر تأثيرًا” من بين الصحفيين على الساحة السياسية لبوش.