الطريقة الصحيحة لغسل اليدين

غسل اليدين هو واحد من أبسط الإجراءات الصحية التي يمكن أن يقوم بها الإنسان، ولكنه في الوقت نفسه من أهم الوسائل للوقاية من العديد من الأمراض والعدوى. تلعب اليدان دوراً رئيسياً في نقل الجراثيم والفيروسات والبكتيريا من البيئات المحيطة إلى الجسم، لذلك فإن إتقان الطريقة الصحيحة لغسل اليدين يساهم بشكل فعّال في تعزيز الصحة العامة وتقليل انتشار الأمراض المعدية.

أهمية غسل اليدين

اليدان هما الوسيلة الأساسية التي يلامس بها الإنسان كل شيء حوله، من أدوات العمل، الطعام، الأسطح المختلفة، وحتى الأشخاص الآخرين. نتيجة لذلك، تنتقل العديد من الجراثيم والميكروبات بسهولة عبر اليدين إلى الجسم، مما قد يؤدي إلى الإصابة بعدة أمراض مثل نزلات البرد، الإنفلونزا، التهابات الجهاز الهضمي، وأمراض أخرى قد تكون أكثر خطورة مثل الكوفيد-19.

تشير الدراسات العلمية إلى أن غسل اليدين بانتظام وبالطريقة الصحيحة يقلل من فرص الإصابة بهذه الأمراض بشكل كبير، حيث يمكن أن يقلل من انتقال الجراثيم بنسبة تصل إلى 50%. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر غسل اليدين عاملاً أساسياً في الحفاظ على النظافة الشخصية ويُعد من أبسط الإجراءات التي يمكن أن تحمي الإنسان وعائلته.

خطوات الطريقة الصحيحة لغسل اليدين

للحصول على أفضل نتائج من غسل اليدين، يجب اتباع خطوات دقيقة تضمن إزالة الجراثيم والشوائب بشكل كامل. تتكون الطريقة الصحيحة لغسل اليدين من الخطوات التالية:

1. ترطيب اليدين بالماء الجاري
   
   تبدأ عملية غسل اليدين بترطيب اليدين جيداً بالماء الجاري الدافئ أو البارد. يساعد الماء في تخفيف الأوساخ والجراثيم على سطح الجلد، مما يسهل إزالتها في المراحل التالية.

2. وضع كمية مناسبة من الصابون
   
   يُفضل استخدام الصابون السائل أو قطعة صابون نظيفة. تكفي كمية صغيرة من الصابون (حوالي حجم قطعة صغيرة) لتكوين رغوة كافية تغطي اليدين بالكامل.

3. فرك اليدين جيداً بالصابون
   
   تُفرك اليدان معاً بطريقة دائرية لضمان وصول الصابون إلى جميع أجزاء اليد. تشمل هذه المرحلة الفرك بين الأصابع، تحت الأظافر، وعلى ظهر اليدين، وصولاً إلى المعصمين.

4. مدة الفرك لا تقل عن 20 ثانية
   
   يجب أن تستمر عملية الفرك بالصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، وهذه المدة مهمة لضمان إزالة الجراثيم والملوثات بشكل فعال. ينصح باستخدام عدّاد الوقت أو ترديد مقطع قصير من الأغاني كمرشد للمدة.

5. شطف اليدين جيداً بالماء الجاري
   
   بعد الفرك، تُشطف اليدان جيداً بالماء الجاري لإزالة الصابون وكل الجراثيم التي تم رفعها بواسطة الرغوة.

6. تجفيف اليدين بمنشفة نظيفة أو مجفف هوائي
   
   بعد الشطف، تُجفف اليدان تماماً باستخدام منشفة ورقية نظيفة أو مجفف هوائي. من المهم تجفيف اليدين جيداً لأن الرطوبة تساعد على انتقال الجراثيم بسهولة.

7. استخدام المنشفة الورقية لإغلاق صنبور الماء
   
   يُفضل استخدام منشفة ورقية نظيفة لإغلاق صنبور الماء بعد غسل اليدين، خاصة في الأماكن العامة، لتجنب إعادة تلوث اليدين باللمس المباشر للصنبور.

أنواع الصابون المناسبة لغسل اليدين

يوجد عدة أنواع من الصابون المستخدمة في غسل اليدين، ولكل منها خصائص تؤثر على فعالية التنظيف:

• الصابون العادي:
  
  فعال في إزالة الأوساخ والدهون والجراثيم عند استخدامه بشكل صحيح. مناسب للاستخدام اليومي العادي.

• الصابون المضاد للبكتيريا:
  
  يحتوي على مكونات إضافية تساعد في قتل البكتيريا. إلا أن الدراسات أظهرت أن استخدام الصابون المضاد للبكتيريا لا يعطي نتائج أفضل بكثير من الصابون العادي في أغلب الحالات.

• الصابون السائل:
  
  أكثر نظافة من الصابون التقليدي (الصلب) لأنه لا يتعرض للتلوث أثناء الاستخدام، ويعد خياراً جيداً للأماكن العامة.

• الصابون المطهر (المطهر اليدوي):
  
  يحتوي على كحول بنسبة 60% على الأقل، ويستخدم عندما لا يتوفر ماء وصابون، ولكنه ليس بديلاً كاملاً عن غسل اليدين بالصابون والماء.

الأخطاء الشائعة في غسل اليدين

رغم بساطة غسل اليدين، هناك العديد من الأخطاء التي يرتكبها الأشخاص تؤدي إلى عدم فاعلية هذه العملية في إزالة الجراثيم:

• غسل اليدين لمدة قصيرة جداً:
  
  غسل اليدين لبضع ثوانٍ فقط لا يضمن إزالة الجراثيم بشكل كامل.

• عدم تغطية جميع أجزاء اليدين:
  
  إهمال الفرك بين الأصابع أو تحت الأظافر يقلل من فعالية الغسل.

• استخدام ماء بارد جداً أو ساخن جداً:
  
  الماء الدافئ المعتدل هو الأفضل، إذ يساعد على إذابة الأوساخ دون التسبب في تهيج الجلد.

• عدم تجفيف اليدين جيداً:
  
  ترك اليدين مبللتين يزيد من احتمال انتقال الجراثيم.

• لمس الأسطح الملوثة بعد الغسل:
  
  مثل صنبور الماء أو مقابض الأبواب دون استخدام منشفة ورقية يحيد من فاعلية الغسل.

متى يجب غسل اليدين؟

ينصح بغسل اليدين في الأوقات التالية لضمان الحد من انتقال العدوى:

• قبل تناول الطعام أو تحضيره

• بعد استخدام الحمام

• بعد العطس أو السعال

• بعد ملامسة الحيوانات أو فضلاتها

• بعد ملامسة النفايات أو القمامة

• عند العودة إلى المنزل من الخارج

• قبل وبعد العناية بشخص مريض

• بعد لمس الأسطح الملوثة أو الأماكن العامة

تأثير غسل اليدين على الصحة العامة

يتخطى غسل اليدين دوره كإجراء شخصي ليصبح جزءاً من الصحة العامة، خاصة في المؤسسات التعليمية والصحية والأماكن العامة. عند اتباع الطريقة الصحيحة لغسل اليدين بانتظام، تقل نسبة الإصابة بالعديد من الأمراض التنفسية والهضمية التي تنتقل عن طريق اليدين. كما يقلل هذا الإجراء من انتشار الفيروسات والبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، ما يسهم في تقليل الحاجة إلى الأدوية والعلاجات المكلفة.

في حالات الأوبئة مثل جائحة كورونا (COVID-19)، ظهر غسل اليدين كخط الدفاع الأول والأكثر فاعلية لمنع انتشار العدوى، ما دفع إلى تعزيز حملات التوعية حول أهميته والتقنيات الصحيحة للقيام به.

تأثير المواد الكيميائية على الجلد عند غسل اليدين

الاستخدام المتكرر للصابون والمطهرات قد يؤدي إلى جفاف الجلد وتقشيره، ما قد يسبب انزعاجاً أو حتى إصابات جلدية. لذلك يُنصح باستخدام مرطبات اليد بعد الغسل، خاصة للأشخاص الذين يغسلون أيديهم بشكل متكرر أو يعملون في بيئات تستوجب ذلك. اختيار صابون لطيف يحتوي على مواد ترطيب يقلل من هذه المشاكل الجلدية.

الجدول التالي يوضح مقارنة بين أنواع الصابون وخصائصها:

الخلاصة

غسل اليدين بطريقة صحيحة يعد من أبسط وأهم الممارسات الصحية التي تحمي الإنسان من العديد من الأمراض. يتطلب ذلك معرفة الخطوات التفصيلية التي تضمن تنظيف اليدين من الجراثيم بشكل كامل مع الحرص على استخدام صابون مناسب وشطف جيد وتجفيف فعال. إضافة إلى ذلك، يجب تجنب الأخطاء الشائعة التي تقلل من فاعلية غسل اليدين مثل قصر مدة الغسل أو عدم تجفيف اليدين جيداً.

اعتماد غسل اليدين كأسلوب حياة يومي، مع الالتزام بالممارسات الصحية الأخرى، يضمن الحفاظ على صحة الأفراد والمجتمع بأسره، ويحد من انتشار العدوى والأمراض المعدية التي تسبب أعباء صحية واجتماعية واقتصادية كبيرة.

المراجع

• منظمة الصحة العالمية (WHO). “Hand Hygiene: Why, How & When?”

• مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC). “Handwashing: Clean Hands Save Lives.”