في رحلةٍ أدبية مثيرة ومشوقة تجسد الأحداث الخيالية والمشاعر البشرية بشكل مبهر، يقدم الكاتب فلاح رحيم عمله الروائي الرائع المعنون بـ “القنافذ في يوم ساخن”. ينطلق القارئ في رحلةٍ استثنائية عبر صفحات هذه الرواية التي تتسم بالعمق والتعقيد، حيث يُسلط الضوء على قصة حياة سليم كاظم، أستاذ اللغة الإنكليزية العراقي، الذي يجد نفسه فجأة في مدينة صُور الساحلية العمانية، بعد أن ينطلق من الصحراء الليبية.
تتناغم الكلمات ببراعة لتروي حكايةً محمومة بالمشاعر والأسئلة الحياتية، مع إلقاء نظرة على مدينة صغيرة تظهر بادعاءها ولكنها تحمل في طياتها الكثير من الألغاز والتناقضات. يتقاطع في هذا السياق مصائر شخصيات متنوعة، حيث يلتقي العراقيون بالعرب والأجانب، مختلفين في أصولهم ولكنهم يلتقون في هذا السياق الفريد الذي يتسم بالتنوع والتعددية.
تعكس الصفحات الـ 493 من هذا العمل الأدبي الرائع عام 2012 جهود دار الكتاب الجديد في نشر الأعمال الأدبية المتميزة. وتأخذ الرواية القارئ في رحلة عبر عوالم متشابكة تتنوع بين الثقافات والخلفيات، مما يضفي على القصة طابعًا فريدًا وجذابًا.
يعزز الكتاب غلافه الورقي الجذاب الذي يلفت النظر، والذي يعتبر جزءًا لا يتجزأ من تجربة القراءة. يندمج الجمال البصري للغلاف مع غموض وتعقيد القصة ليخلق تجربة فريدة للقارئ، يجد فيها جمال اللغة وتعمق الأحداث.
تتألق هذه الرواية في فئة الأدب والخيال، وتندرج تحت فئة الروايات، مما يعكس تنوعها وتعددية مواضيعها وشخصياتها. إنها ليست مجرد رواية، بل تمثل لوحة فنية تصويرية تتخذ من اللغة والروحانية أدوات لرسم تفاصيل حياة الشخصيات وتجاربهم.
في الختام، يعد كتاب “القنافذ في يوم ساخن” إضافة قيمة لمكتبة الأدب العربي، حيث يتجلى فيها دمج الأسلوب الأدبي الرفيع مع عمق الفلسفة الإنسانية، مما يجعلها تجربة قراءة لا تُنسى تستحق التفاصيل والتأمل.