“Balkan Odyssey” يعتبر تأريخًا شخصيًا لدافيد أوين حيال الجهود الدولية لتحقيق السلام بعد تفكك يوغوسلافيا السابقة. يعرض الكتاب رواية نادرة وغير مزينة للنظرة الداخلية في ميدان الدبلوماسية الدولية خلال الصراعات التي شهدتها يوغوسلافيا السابقة، والتي كانت مميزة بحملات وحشية لتطهير العرق، وجرائم الحرب، والقومية الفائقة، والتعصب الديني، والعنصرية.
تقدم “بالكان أوديسي” نظرة على تداول الأحداث وتداخل الأطراف المعنية في سبيل إنهاء تلك الحروب الدامية. يروي أوين العواقب الناجمة عن معارضة إدارة كلينتون لخطة السلام فانس-أوين. ويصف كيف تعثرت اتفاقيات السلام الأخرى بسبب الانقسامات بين الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا، بالإضافة إلى الانقسامات بين الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وذلك إلى جانب سوء نية القادة الحربيين الذين اعتبروا أن لديهم المزيد ليكسبوه من خلال الحرب بدلاً من السلام.
يوفر أوين أيضًا وصفًا لهجوم حلف شمال الأطلسي على مواقع الصرب البوسنيين، وآخر محاولات الوصول إلى تسوية. كتب بصدق وبعقلانية، “بالكان أوديسي” هو سرد يومي للفخاخ والتشابكات في ميدان الدبلوماسية، وللمخاطر المستمرة للسياسات التي يمتلكها الخطاب بدلاً من الواقع. إنه عمل أساسي لفهم أخطر تهديد لسلام العالم منذ ذروة الحرب الباردة.
“بالكان أوديسي”، الذي صدر عن دار نشر هاركورت في مارس 1996، يظل شاهدًا على الفوضى والتحديات التي واجهت محاولات تحقيق السلام في إقليم البلقان، ويسلط الضوء على ضرورة التفاهم الدائم للواقع وتجنب سياسات تقوم على الخطاب بدلًا من الحقيقة.