في “العصر الجليدي”، الذي كتبها الكاتبة مارغريت درابل، يتم رسم لوحة حية لإنجلترا اليوم، حيث يتزاوج الاقتصاد الذي يتدهور والمنازل الريفية الفاخرة، ويتسارع الاضطراب الاجتماعي بينما يحكم النظام الطبقي الذي يتمتع به أفراد أكسفورد. تتنوع الشخصيات في هذه الرواية بين محرر في بي بي سي، ومضارب عقاري، وامرأة شابة مغامرة، وممثلة في منتصف عمرها، حيث يستعدون لتغييرات حياتهم الحاسمة ويعكسون تحولات بعضهم البعض.
تأتي الرواية بالتوازي مع انهيار الاقتصاد والتغيرات الاجتماعية في إنجلترا، وترسم لنا صورة حية للشخصيات المعقدة والمتنوعة التي تعيش في هذا السياق الزمني الصعب. يظهر محرر بي بي سي كرمز للوسائل الإعلامية وقدرتها على تشكيل وجهة نظر الجمهور، بينما يجسد مضارب العقارات الشخص البارع الذي يستفيد من تقلبات السوق. أما الشابة المغامرة، فتمثل الحماس والجرأة في مواجهة التحديات.
من خلال تحليل هذه الشخصيات، نكتشف كيف تتلاقى وتتناغم تجاربهم وتحولاتهم، مما يخلق لوحة معقدة ومتنوعة. تبرز الكاتبة مارغريت درابل براعتها في صياغة الرواية بأسلوب يمزج بين الواقعية والدراما، مما يضفي على القصة طابعًا فريدًا.
“العصر الجليدي” ليس مجرد رواية، بل هو لوح فني يستند إلى الرؤى العميقة للمؤلفة حول المجتمع والبشر، ويتيح للقارئ إلقاء نظرة عميقة على تلك الفترة الزمنية المضطربة. تُنسج الأحداث ببراعة وتكشف عن طبائع الشخصيات بشكل رائع، مما يجعلها تستحق الانتباه كعمل أدبي غني بالتفاصيل والتعبيرات المعبرة.
صدرت الرواية عن دار النشر Alfred A. Knopf في سبتمبر عام 1977، وقد أثارت إعجاب القراء بمزيجها الفريد من القصة والتحليل الاجتماعي. إن “العصر الجليدي” لا يقتصر فقط على رواية، بل هو تحفة أدبية تعيش في ذاكرة القراء كعمل فني يعكس رؤية متقدمة ومتقنة عن الحياة وتفاعلاتها.