فوائد وأضرار البروتين للشعر

يُعدّ البروتين من أهم المكونات الحيوية التي تلعب دورًا محوريًا في تكوين الشعر وصحته، حيث يُشكّل الكيراتين – وهو نوع من البروتين – النسبة الكبرى من تركيب الشعرة. ومن هذا المنطلق، ظهرت تقنيات عديدة في عالم العناية بالشعر تعتمد على استخدام البروتين بهدف تقويته وتحسين مظهره، وعلاج مشكلاته مثل التقصف والتجعد والهيشان. لكن رغم شيوع استخدام علاجات البروتين في صالونات التجميل، تبقى هناك تساؤلات كثيرة حول مدى فعاليتها وآثارها الجانبية، خاصةً عند الاستخدام المتكرر أو غير المدروس.

هذا المقال يُسلّط الضوء على فوائد البروتين للشعر من الناحية التجميلية والصحية، كما يُناقش بشكل معمق الأضرار والمخاطر المحتملة عند استخدامه بطريقة مفرطة أو دون استشارة متخصصين، مع توضيح الأنواع المختلفة لعلاجات البروتين، وآلية عملها، والفروقات بينها وبين طرق التنعيم الكيميائي الأخرى.

أولًا: مفهوم البروتين للشعر

البروتين الطبيعي الموجود في الشعر هو عنصر الكيراتين، الذي يمنح الشعرة قوتها ومرونتها ولمعانها. مع مرور الوقت، وبفعل العوامل البيئية كالتعرض لأشعة الشمس، التلوث، والاستخدام المتكرر للحرارة والصبغات الكيميائية، يفقد الشعر جزءًا من هذا البروتين، مما يؤدي إلى ضعفه وتكسره وظهور التجعد والجفاف.

يُشير مصطلح “علاج البروتين” إلى المنتجات المستخدمة لإعادة بناء بنية الشعرة من خلال ضخ البروتينات إليها خارجيًا، إما من مصادر طبيعية أو صناعية، لتعويض النقص الحاصل وتحسين المظهر العام للشعر.

ثانيًا: فوائد البروتين للشعر

1. إصلاح التلف الناتج عن الحرارة والصبغات

عند تعرض الشعر لمجففات الشعر الساخنة أو مكواة التمليس أو الصبغات المتكررة، يتكسر الكيراتين الطبيعي داخل الشعرة. البروتين يساعد في سدّ الفراغات الناتجة عن هذا التكسر، ويعيد للشعر قوته ولمعانه.

2. تقوية البنية الهيكلية للشعرة

البروتين يعزز من تكوين الروابط داخل الشعرة، مما يُقويها من الداخل. هذا يساعد الشعر على مقاومة العوامل الخارجية ويقلل من احتمالية التكسر والتقصف، ويُعزز من قدرته على الاحتفاظ بالرطوبة.

3. التقليل من التجعد والهيشان

يُشكّل البروتين غلافًا حول الشعرة، ما يُساعد على تنعيمها وفردها وتقليل التجعد، وهو ما يجذب الكثير من الأشخاص ذوي الشعر المجعد أو الخشن إلى علاجات البروتين.

4. تحسين لمعان ومرونة الشعر

بفضل خواصه المرطبة، يمنح البروتين الشعر ملمسًا أكثر نعومة ولمعانًا، كما يُزيد من مرونته ويجعله أكثر مقاومة للشدّ والجذب أثناء التصفيف.

5. نتائج فورية تدوم لعدة أسابيع

تُعطي علاجات البروتين تأثيرًا مرئيًا فوريًا، قد يستمر من 4 إلى 6 أسابيع في حال تم الاعتناء بالشعر جيدًا بعد العلاج، مما يجعلها خيارًا جذابًا لمن يرغبون بنتائج سريعة.

ثالثًا: أنواع البروتين المستخدم في علاجات الشعر

1. البروتين النباتي

يستخلص من الصويا أو القمح أو الذرة، ويُعد من الخيارات الآمنة والطبيعية التي تخترق الشعرة بسهولة وتعمل على ترميمها من الداخل.

2. البروتين الحيواني

يحتوي على نسبة عالية من الأحماض الأمينية ويكون مستخلصًا من منتجات الألبان أو البيض، ويُستخدم لترميم الشعر التالف بفعالية عالية.

3. الكيراتين الصناعي أو المعالج

هو بروتين معالج كيميائيًا غالبًا ما يُضاف إليه مواد مثل الفورمالدهيد، ويُستخدم في علاجات فرد الشعر في الصالونات، ويُعطي نتائج فورية لكنها مؤقتة.

4. البروتين الحراري

يعتمد على تطبيق البروتين باستخدام الحرارة (عادة مكواة التمليس)، وهو نوع شائع في صالونات التجميل ويُعطي نتائج ملموسة من حيث الفرد والنعومة.

رابعًا: أضرار البروتين للشعر

1. احتواؤه على مواد كيميائية ضارة

بعض علاجات البروتين، وخاصة تلك المُصنّعة تجاريًا، تحتوي على الفورمالدهيد أو مشتقاته، وهي مواد معروفة بسميّتها، وقد تسبب تهيج العينين والجلد، وأعراض تنفسية عند استخدامها في أماكن مغلقة.

2. إضعاف فروة الرأس

الاستخدام المتكرر لعلاجات البروتين الثقيلة يمكن أن يُضعف فروة الرأس ويؤدي إلى انسداد البصيلات، ما قد يُسبب تساقط الشعر بمرور الوقت، خاصةً إذا لم تُستخدم المنتجات المناسبة بعد العلاج.

3. جفاف الشعر وتقصفه على المدى الطويل

رغم أن البروتين يُرطب الشعر مؤقتًا، إلا أن الإفراط فيه يسبب نتائج عكسية. فزيادة البروتين داخل الشعرة تجعلها أقل مرونة وأكثر هشاشة، مما يؤدي إلى تقصفها.

4. فقدان الكثافة الطبيعية للشعر

قد يلاحظ البعض أن شعرهم بدا أنحف بعد علاجات البروتين، وذلك لأن بعض أنواع البروتين تُسبب تساقط الشعيرات الضعيفة، وتُسرّع من عملية التلف في الشعر الرفيع.

5. تلف في بنية الشعر عند التكرار المتقارب

إجراء علاج بروتيني كل بضعة أسابيع دون تقييم لحالة الشعر يُعرّض الشعرة للانهاك الهيكلي، ما يؤدي إلى تدمير بنيتها بدلاً من إصلاحها، خاصةً إذا لم يتم الموازنة بين البروتين والترطيب.

6. تحسّسات جلدية ومضاعفات تنفسية

المواد الكيميائية الموجودة في بعض علاجات البروتين قد تؤدي إلى حساسية الجلد أو الحكة أو الطفح الجلدي. كما أن استنشاق الأدخنة الناتجة عن تسخين البروتين قد يُسبب تهيج الجهاز التنفسي.

خامسًا: علامات تدل على حاجة الشعر للبروتين

• تقصف أطراف الشعر بشكل واضح

• تساقط غير معتاد للشعر أثناء التمشيط

• ملمس الشعر المطاطي عند البلل

• فقدان مرونة الشعر وظهوره باهتًا

• ضعف الاستجابة لمنتجات الترطيب

لكن يجب التنويه أن ظهور هذه العلامات لا يعني دائمًا أن العلاج بالبروتين هو الحل الوحيد، بل يجب التحقق من أسباب المشكلة الأساسية واستشارة مختص بالعناية بالشعر قبل الخضوع لأي علاج.

سادسًا: الفرق بين البروتين والكيراتين والكولاجين

سابعًا: نصائح للعناية بالشعر بعد علاج البروتين

• تجنّب غسل الشعر لمدة 3 أيام بعد العلاج

• استخدام شامبو خالٍ من الكبريتات والصوديوم

• الابتعاد عن استخدام الحرارة العالية يوميًا

• تجنب ربط الشعر بشدة بعد العلاج

• استخدام ماسكات ترطيب عميقة لتوازن رطوبة الشعر

• تجنب صبغ الشعر أو تبييضه لفترة بعد العلاج

ثامنًا: الحالات التي يُمنع فيها استخدام البروتين

• وجود تقرحات أو التهابات في فروة الرأس

• الحمل أو الرضاعة (خاصة عند استخدام أنواع تحتوي على فورمالدهيد)

• الشعر شديد التلف أو المحروق بالكامل

• الأطفال دون سن 12 سنة

• أصحاب الشعر الخفيف جدًا أو الذين يعانون من الصلع الوراثي

تاسعًا: بدائل طبيعية لعلاج الشعر بالبروتين

• زيت جوز الهند: يُقوّي الشعرة من الداخل ويقلل التكسر

• البيض: غني بالبروتين الطبيعي ومفيد لترميم الشعر

• الزبادي والعسل: مزيج غني بالأحماض الأمينية ويرطب الشعر

• الأفوكادو: يحتوي على فيتامينات دهنية تعيد اللمعان للشعر

عاشرًا: رأي الخبراء في علاجات البروتين

أوصى العديد من خبراء التجميل وأطباء الجلدية باستخدام علاجات البروتين بحذر، مع الالتزام بالإرشادات الصحية ومراقبة رد فعل فروة الرأس. ويُشدد الخبراء على أهمية استشارة مختص قبل اللجوء لأي نوع من هذه العلاجات، خصوصًا لمن يعانون من مشاكل في فروة الرأس أو تساقط الشعر الوراثي، إذ يمكن أن تؤدي هذه العلاجات إلى تفاقم الوضع إذا لم تُستخدم بشكل مدروس.

المصادر:

1. American Academy of Dermatology Association – Hair care basics and treatments

2. Journal of Cosmetic Dermatology – “Hair care: A review of common ingredients and their effects”