في أعقاب أحداث نيويورك وواشنطن في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، ومع انطلاق الحملة العسكرية الأمريكية ضد حركة طالبان وتنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن، أصبح الإسلام عنصرًا بارزًا في هذا السياق المحوري. وقد تأثرت ملايين المسلمين المنتشرين في العالم الغربي بشكل كبير بنتائج هذه التطورات، حيث تمثلت تلك الفترة في تواجه بين التيارات الإسلامية المتشددة والحملات الإعلامية التي استندت إلى مفهوم “الإرهاب” بتعريفه الأمريكي، والذي سعى إلى ربط الأعمال العنيفة بتلك التيارات.
تزايدت هذه الفجوة الإعلامية بسرعة في جميع أنحاء العالم، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث انتشرت روح الكراهية وشهدت حملات فكرية متنوعة تركز على العالم الإسلامي والعربي بشكل خاص. في سياق مثل هذا، يتحول الكتابة إلى واجب ضروري، وتصبح المساهمة في تشكيل وجهات النظر أمرًا لا بد منه. ولذلك، تم اختيار هذا الكتاب، الذي يقدم شهادات وحوارات تنطلق من قلب الحدث، محاولًا مواكبة الأحداث الجارية بشكل يشبه العمل الصحفي، دون قيود زمانية أو مكانية.
تحمل صفحات هذا الكتاب تجارب وشهادات متنوعة، تنطلق من جوهر التاريخ وترصد التأثير الحالي لتلك الأحداث. ومن خلال حواراته وتحليلاته، يتعمق الكتاب في رؤية مستقبل العالم الإسلامي، وينقل رسالة تحملها تلك الصفحات لمن يتطلعون إلى فهم الأفق الممتد أمامهم. يعتبر هذا الكتاب إضافة قيمة لمن يسعى للتفاهم العميق للتحولات التي تشهدها المنطقة الإسلامية، والتي تلعب دورًا محوريًا في المشهد الدولي للمرة الأولى منذ نهاية الحرب الباردة.
وفي غلافه العادي، يتيح هذا الكتاب، الذي نشرته دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع، للقارئ فرصة الغوص في مضمونه، واستكشاف الرؤى والتحليلات التي قد تلقي الضوء على المستقبل المجهول للإسلام بعد فترة محورية مثل أحداث أفغانستان.