في كتابه “دوغلاس ماك آرثر: الجنرال الشرقي البعيد”، يقدم الكاتب مايكل شالر صورة مفصلة وحميمة لحياة الجنرال دوغلاس ماك آرثر، الذي يُعتبر واحدًا من أبرز قادة الجيش الأمريكيين وأكثرهم بروزًا وريادة خلال القرن العشرين. يركز الكتاب بشكل خاص على فترة استمرت عقدين من الزمان قضاها ماك آرثر في الشرق الأقصى.
بعيدًا عن التصوير المجامل، يقوم شالر بتفكيك الأسطورة التي بنيت حول “قيصر أمريكا”، ويقدم تحليلاً موسعًا للسياسة الخارجية الأمريكية في آسيا خلال تلك السنوات. يكشف عن فشل ماك آرثر في الميدان العسكري، ويصف العواقب الجسيمة لحملته غير الحاسمة في جزر المحيط الهادئ خلال الحرب العالمية الثانية، والتي غالبًا ما كانت تُشيد بها وسائل الإعلام كما لو كانت مبدعة.
ويتناول أيضًا محاولات ماك آرثر الثلاث الباطلة لرئاسة الولايات المتحدة، وتدخلاته المدمرة في السياسة الخارجية، بدءًا من تلاعبه بالسياسات في اليابان المحتلة، ومهاجماته المستمرة على سياسة ترومان في الصين، وصولًا إلى الحرب الكورية حينما خاطر الجنرال البالغ من العمر سبعين عامًا بحرب مع الصين والاتحاد السوفياتي بهدف إنقاذ كرامته وإذلال أعدائه السياسيين في واشنطن.
هذه السيرة الذاتية المثيرة للتفكير تقدم خلفية قيمة للعلاقات الأمريكية الحالية مع الشرق الأقصى، بالإضافة إلى صورة لا تُنسى لرجل مدفوع بالموهبة والفرصة والرؤية والغرور والحسد.