تعتبر شخصية الملك غازي ودوره في انقلاب بكر صدقي عام 1936 محطة مهمة في تاريخ العراق الحديث، حيث أثرت تحركاته وقراراته على الساحة السياسية بشكل كبير. يعمل الكتاب على استعراض هذه الفترة الزمنية الحساسة بشكل شامل ومفصل، متناولاً تفاصيل وأبعاد الصراعات والتحالفات السياسية التي شهدتها البلاد في تلك الحقبة.
بعد وفاة الملك الهاشمي فيصل الأول، تولى الملك غازي الحكم في عام 1924 ووجهت له تحديات كبيرة منذ بداية فترة حكمه، حيث تصادمت مصالحه مع مصالح القوى الكبيرة في المنطقة، وخاصة بريطانيا التي كانت تتمتع بتأثير كبير في الشؤون العراقية آنذاك. كما واجه الملك غازي مقاومة داخلية من بعض الباشوات والأطراف السياسية التي رفضت سياسته وعرفت بالمعارضة النشطة لسياساته.
يسلط الضوء الكتاب على الجدل الدائر حول دور الملك غازي في الانقلاب الذي قاده بكر صدقي في عام 1936، حيث يقدم تحليلاً عميقاً للأسباب والملابسات التي دفعت بالجيش وبكر صدقي للإطاحة بالحكم الملكي. كما يقوم بتقديم رؤية شاملة للسياق التاريخي والسياسي الذي أدى إلى هذا الانقلاب، ويسلط الضوء على دور القوى الخارجية والداخلية في تأجيج الأزمة السياسية التي أعقبت الانقلاب.
تعتمد قيمة الكتاب على توثيق شامل ودقيق للأحداث والتطورات التي شهدتها البلاد خلال تلك الفترة الزمنية، وعلى تحليل موضوعي وعميق للتفاصيل السياسية والتاريخية التي أدت إلى الأحداث المذكورة. بالإضافة إلى ذلك، يقدم الكتاب رؤية متوازنة لشخصية الملك غازي ودوره في السياسة العراقية، دون تجاهل الجدل والانتقادات التي طالت سياسته.
بفضل الجهد البحثي والتحليلي العميق الذي يقدمه الكتاب، يعتبر مرجعاً هاماً للباحثين والمهتمين بتاريخ العراق الحديث والدور السياسي للشخصيات الرئيسية في تلك الفترة، ويسهم في فهم أعمق للتحولات السياسية والاجتماعية التي شهدتها البلاد في أواخر العهد الملكي الهاشمي.