دليل فطام الطفل في سنتين

كيف أفطم طفلي عمره سنتين: دليل شامل للأمهات

الفطام هو عملية طبيعية ومهمة في نمو الطفل، ولكنها قد تكون صعبة بالنسبة للطفل والأم على حد سواء. يُعتبر الفطام عند بلوغ الطفل عمر السنتين خطوة محورية في تطور العلاقة بين الأم وطفلها، حيث يبدأ الطفل في الانتقال من الاعتماد الكامل على الرضاعة الطبيعية أو الصناعية إلى تناول الطعام الصلب واتباع نظام غذائي متنوع. في هذا المقال، سنستعرض كيفية فطام الطفل في هذا العمر بشكل تدريجي وآمن.

1. أهمية الفطام في عمر السنتين

تعتبر السنة الثانية من حياة الطفل فترة حاسمة في نموه العقلي والجسدي. ففي هذا العمر، يبدأ الطفل بتطوير مهارات التواصل، واللغة، ويستطيع تقبل الطعام الصلب بشكل أفضل. علاوة على ذلك، يقل تدريجيًا اعتماد الطفل على الرضاعة كمصدر أساسي للتغذية، حيث يمكنه الآن الحصول على معظم العناصر الغذائية من الطعام.

الفوائد النفسية والعاطفية للطفل في هذه المرحلة:

• زيادة الاستقلالية: يصبح الطفل في هذا العمر أكثر قدرة على الاعتماد على نفسه في تناول الطعام والشرب.

• تطوير العلاقة بين الطفل والأم: الفطام يتيح للأم فرصة لبدء تعزيز علاقة أقوى مع طفلها من خلال الأنشطة غير المتعلقة بالرضاعة.

• تحسين النمو البدني: مع تنوع النظام الغذائي للطفل، يحصل على مغذيات متنوعة تساهم في نموه الصحي.

2. الاستعداد النفسي للفطام

تبدأ مرحلة الفطام بالتأكد من استعداد الطفل والأم. الفطام ليس فقط عن الرضاعة، بل هو أيضا عن التحضير النفسي للأم والطفل معًا.

كيف تعرفين أن طفلك مستعد للفطام؟

• الاهتمام المحدود بالرضاعة: إذا بدأ طفلك يظهر اهتمامًا أقل بالرضاعة أو أصبح يرضع لفترات قصيرة فقط.

• استبدال الرضاعة بالطعام: إذا بدأ طفلك في قبول الطعام الصلب بشكل جيد وأصبح قادراً على تناول الوجبات الرئيسية مثل الأرز والخضروات.

• القدرة على النوم بشكل أطول: إذا بدأ الطفل في النوم لفترات أطول خلال الليل بدون الحاجة إلى الرضاعة.

كيف تستعدين نفسيًا أنت أيضًا؟

• الصبر والتفهم: الفطام قد يكون عملية مليئة بالتحديات، لذا من المهم أن تكوني صبورة وتتفهمين أن الطفل قد يواجه صعوبة في التكيف مع التغيير.

• تحديد التوقيت المناسب: تأكد من أن لا يكون هناك توترات أو تغييرات كبيرة في حياة الطفل مثل الانتقال إلى منزل جديد أو ولادة شقيق جديد، حيث يمكن أن تؤثر هذه الأمور على قدرة الطفل على التكيف مع الفطام.

• المرونة: ربما تحتاجين إلى إعادة التفكير في الخطة إذا شعرت أن الفطام مبكر جدًا بالنسبة لطفلك أو إذا كنت تشعرين بعدم الراحة. عليك أن تكوني مرنة وتقبلين الحاجة إلى تعديل أسلوبك إذا استدعى الأمر.

3. الخطوات العملية لفطام الطفل

3.1. الفطام التدريجي

الفطام التدريجي هو أفضل طريقة لإتمام هذه العملية بنجاح، حيث يساعد على تقليل التوتر والقلق لدى الطفل. الفطام التدريجي يشمل تقليل عدد مرات الرضاعة يوميًا، واستبدالها تدريجيًا بأنواع أخرى من الطعام والمشروبات.

• تقليل الرضاعة تدريجيًا: يمكنك أن تبدأي بتقليل عدد مرات الرضاعة تدريجيًا بحيث تبدأين بالتخلص من الرضاعة في فترات النهار أولاً. على سبيل المثال، إذا كان الطفل يرضع خمس مرات يوميًا، يمكنك تقليصها إلى أربع مرات، ثم ثلاث، وهكذا.

• استبدال الرضاعة بالطعام: قدمي للطفل وجبات صغيرة من الطعام الصحي بين الوجبات الرئيسية. يمكن أن تشمل هذه الوجبات الفواكه المقطعة، الزبادي، الجبن، أو الخضروات المطهية.

• استبدال الرضاعة بالسوائل: بدلاً من الرضاعة، قدمي للطفل الماء أو الحليب في كوب أو زجاجة أطفال. قد يستغرق الطفل بعض الوقت لتقبّل هذه التغييرات.

3.2. إنشاء روتين جديد

يحتاج الطفل إلى روتين جديد بعد الفطام ليشعر بالأمان والراحة. يمكنك إنشاء روتين يتضمن نشاطات هادئة وممتعة قبل النوم، مثل قراءة القصص أو الاحتضان.

• الروتين قبل النوم: حافظي على الروتين اليومي نفسه الذي يتضمن نشاطات مهدئة تساعد الطفل على النوم مثل الاستحمام، قراءة قصة، أو الاستماع إلى موسيقى هادئة.

• الحفاظ على قربك العاطفي: بعد الفطام، قد يكون الطفل في حاجة إلى المزيد من القرب العاطفي من والدته. خصصي وقتًا إضافيًا للتفاعل مع طفلك من خلال اللعب والاحتضان.

3.3. استبدال الرضاعة بالأنشطة المحببة

يمكنك تشجيع طفلك على التكيف مع الحياة بدون رضاعة عن طريق استبدالها بأنشطة أخرى يحبها. بعض الأنشطة التي يمكن أن تساعد في ذلك تشمل:

• اللعب بالخارج: اصطحبي طفلك للعب في الهواء الطلق. الأنشطة البدنية تساعد على تحسين المزاج وإشغال الطفل عن التفكير في الرضاعة.

• الألعاب التعليمية: قد تساعد الألعاب التي تتطلب التفاعل مع الطفل وتطوير مهاراته على صرف انتباهه عن الرضاعة.

• الموسيقى: يمكن أن تساهم الأغاني والأنشطة الموسيقية في خلق أجواء جديدة ومسليّة للطفل بعيدًا عن فكرة الرضاعة.

4. التعامل مع الصعوبات المحتملة

قد يواجه بعض الأطفال تحديات في التكيف مع الفطام، ويمكن أن تتنوع ردود فعلهم ما بين التململ، البكاء، والرفض. إليك بعض الطرق التي يمكن أن تساعدك في التعامل مع هذه الصعوبات:

• التعامل مع البكاء: في حال شعر الطفل بالقلق أو البكاء عند الفطام، يمكنك محاولة إطالة فترة الاتصال البدني معه، مثل حمله أو تقريبه إليك.

• استخدام العبارات المطمئنة: تحدثي مع طفلك بصوت هادئ وطمأنينه، وأخبريه أن الوقت قد حان لتجربة أشياء جديدة.

• الاستماع لاحتياجات الطفل: إذا كانت هناك صعوبة شديدة في الفطام أو كان الطفل يعاني من عدم الراحة العاطفية، يمكن تأجيل الفطام لبضعة أسابيع والعودة إلى الرضاعة.

5. الاعتناء بنفسك خلال فترة الفطام

لا تنسي الاهتمام بنفسك خلال هذه الفترة الانتقالية. الفطام يمكن أن يكون مرهقًا لك عاطفيًا وجسديًا، لذا تأكدي من أن لديك وقتًا للاسترخاء والراحة.

• النوم الكافي: تأكدي من أنك تحصلين على قسط كافٍ من النوم. الفطام قد يغير من نمط نوم الطفل، مما قد يؤثر على راحتك أيضًا.

• العناية بصحتك: تابعي تغذيتك الجيدة وشرب الماء. الفطام قد يؤثر على جسمك، لذا يجب أن تعتني بنفسك بشكل كامل خلال هذه المرحلة.

6. الفطام الكامل

عندما يقترب الطفل من عمر السنتين ويبدأ في التأقلم مع الطعام والشراب، قد تكونين قادرة على التوقف عن الرضاعة تمامًا. يجب أن يتم الفطام الكامل بشكل تدريجي لضمان أن الطفل يحصل على جميع العناصر الغذائية من مصادر أخرى.

• مراقبة الوزن والنمو: تأكدي من أن طفلك يحصل على كفايته من الغذاء من خلال الوجبات اليومية، بحيث لا يُحرم من العناصر المغذية الأساسية.

• استمرار الرعاية العاطفية: لا تنسي أن الفطام ليس فقط عن الرضاعة، بل هو فرصة لتوطيد علاقتك العاطفية مع طفلك.

7. الخاتمة

الفطام في عمر السنتين يعد من أهم المحطات في رحلة نمو الطفل. بفضل التخطيط المدروس والتحلي بالصبر، يمكن للأم أن تجعل هذه المرحلة أكثر سلاسة وأقل توترًا. تذكري دائمًا أن هذه عملية تدريجية وأن كل طفل مختلف، وقد يحتاج البعض إلى وقت أطول للتكيف.