كيف أصبغ شعري: دليل شامل لصبغ الشعر بخطوات علمية وعملية مفصلة

تُعد صبغة الشعر واحدة من أكثر الطرق الشائعة التي تلجأ إليها النساء والرجال لتغيير المظهر، سواء كان ذلك لتجديد الشكل، إخفاء الشيب، أو التعبير عن الذات من خلال ألوان جريئة وغير تقليدية. ومع توافر عشرات الأنواع من الصبغات التجارية والعضوية، والتقنيات المتطورة في تطبيق الصبغة، أصبح من الضروري فهم الأسس العلمية والعملية لصبغ الشعر بشكل آمن وفعّال، دون الإضرار بالبنية الطبيعية للشعر أو بفروة الرأس.

في هذا المقال الموسع، سيتم تناول جميع الجوانب المتعلقة بصبغ الشعر بداية من اختيار اللون المناسب، مرورا بتحضير الشعر للصبغة، وصولا إلى تطبيق الصبغة والعناية بالشعر المصبوغ. كما سنتطرق إلى العوامل الكيميائية المؤثرة على النتائج النهائية، وكيفية التعامل مع التحديات الشائعة مثل التفاوت في اللون أو تلف الشعر.

أولًا: فهم تركيبة الشعر قبل الصبغة

الشعر يتكون أساسًا من بروتين يُعرف بالكيراتين، وتغلفه طبقات من القشرة (Cortex) والغلاف الخارجي (Cuticle). اللون الطبيعي للشعر يعتمد على تركيز ونوع صبغة الميلانين المتواجدة في القشرة، وهذه الصبغات الطبيعية تتفاعل بشكل مختلف مع المواد الكيميائية الموجودة في الصبغات الاصطناعية.

أنواع الشعر وأثرها على الصبغة:

• الشعر الجاف والمجعد يميل إلى امتصاص اللون بسرعة لكنه يفقده بسرعة أيضًا.

• الشعر الدهني قد يُعيق امتصاص الصبغة بشكل متساوٍ إذا لم يُغسل جيدًا قبل التلوين.

• الشعر المصبوغ سابقًا يتطلب عناية خاصة، خصوصًا عند تغيير اللون بشكل جذري أو عند استعمال صبغات تحتوي على الأمونيا.

ثانيًا: اختيار نوع الصبغة المناسب

أنواع الصبغات:

يُفضل اختيار صبغات خالية من الأمونيا أو تحتوي على مكونات مغذية للشعر مثل زيت الأرجان أو البروتينات النباتية عند الرغبة في الحفاظ على صحة الشعر.

ثالثًا: تجهيز الشعر قبل الصبغة

غسل الشعر:

• يجب غسل الشعر قبل الصبغة بـ24 إلى 48 ساعة، لإعطاء الوقت لفروة الرأس لإفراز زيوتها الطبيعية التي توفر طبقة حماية من التهيج الكيميائي.

قص الأطراف:

• من المستحسن قص الأطراف المتقصفة قبل تطبيق الصبغة للحصول على لون متساوٍ.

اختبار التحسس:

• يجب دائمًا إجراء اختبار تحسس على الجلد (Patch Test) قبل 48 ساعة من استعمال الصبغة لتفادي ردود الفعل التحسسية.

رابعًا: أدوات الصبغة الأساسية

لضمان عملية صبغة منظمة ونظيفة، يجب تحضير الأدوات التالية:

• وعاء بلاستيكي أو زجاجي لخلط الصبغة

• فرشاة توزيع الصبغة

• قفازات بلاستيكية

• مشط ذو أسنان دقيقة

• مشابك لتقسيم الشعر

• غطاء بلاستيكي للرأس

• فوطة مخصصة أو رداء واقٍ

خامسًا: خطوات صبغ الشعر بالتفصيل

1. تقسيم الشعر:

يُقسم الشعر إلى أربعة أجزاء باستخدام المشابك لضمان تغطية متساوية لكل الخصل.

2. تحضير الخليط:

يُخلط اللون مع المؤكسد (الأوكسيد) حسب التعليمات الموجودة على عبوة الصبغة. عادة ما تكون النسبة 1:1 أو 1:1.5.

3. تطبيق الصبغة:

• تبدأ عملية التلوين من الجذور نزولاً إلى الأطراف، مع التركيز أولًا على المناطق التي تحتوي على شعر أبيض إن وجدت.

• يجب توزيع الصبغة بشكل سريع وفعال قبل أن تبدأ عملية الأكسدة.

4. ترك الصبغة:

• يُترك المزيج على الشعر من 30 إلى 45 دقيقة، حسب نوع الصبغة ونوع الشعر.

• لا يُنصح بتجاوز الوقت المحدد حتى لا يتعرض الشعر للتلف.

5. الشطف:

• يُشطف الشعر جيدًا بالماء الفاتر حتى يصبح الماء نقيًا.

• بعد ذلك يُستعمل شامبو مخصص للشعر المصبوغ، يليه بلسم مُثبت للون.

سادسًا: العناية بالشعر بعد الصبغة

روتين العناية:

تجنب:

• المياه الساخنة جدًا

• السباحة في ماء يحتوي على الكلور دون واقٍ

• التعرض المفرط لأشعة الشمس دون واقٍ للشعر

سابعًا: صبغ الشعر في المنزل مقابل الصالونات

الفرق بين صبغ الشعر في المنزل وصالونات التجميل لا يقتصر فقط على التكلفة، بل يمتد إلى النتائج والدقة في اختيار اللون، واستخدام تقنيات مثل “التونينغ” أو “البلياج”.

مميزات صبغ الشعر في المنزل:

• تكلفة أقل

• مرونة في الوقت

• خصوصية

سلبيات:

• احتمال تفاوت اللون

• صعوبة الوصول إلى المناطق الخلفية

• إمكانية تلف الشعر إن لم تُتبع التعليمات بدقة

ثامنًا: تصحيح أخطاء الصبغة

بعض الأخطاء الشائعة يمكن تصحيحها باستخدام تقنيات منزلية أو الاستعانة بمختص:

• لون داكن جدًا: استخدام شامبو مضاد للقشرة مع بيكربونات الصوديوم لتخفيف اللون تدريجيًا.

• بقع غير متساوية: إعادة صبغ المناطق الفاتحة فقط بلون أغمق قليلاً.

• لون غير مرغوب فيه (مثل درجات الأخضر أو البرتقالي): استعمال تونر معاكس على عجلة الألوان، كالأرجواني لإلغاء الأصفر.

تاسعًا: الصبغات الطبيعية والعضوية

بعض الأشخاص يفضلون الابتعاد عن المواد الكيميائية القوية واستعمال بدائل طبيعية مثل:

• الحناء: تمنح لونًا نحاسيًا إلى بني داكن حسب طبيعة الشعر.

• الكركديه: يُضفي لمسات من الأحمر الفاتح.

• القهوة أو الشاي الأسود: تساعد على تعزيز اللون البني الطبيعي وتغطية الشيب الخفيف.

هذه الصبغات قد تتطلب تكرار الاستخدام للحصول على نتائج ظاهرة، لكنها أكثر أمانًا على المدى الطويل، خصوصًا للشعر الحساس أو المتضرر.

عاشرًا: الصبغة والشعر الأبيض

الشعر الأبيض أكثر صعوبة في الامتصاص ويحتاج إلى صبغات تحتوي على تركيز أعلى من الأمونيا أو تغطية خاصة بمكونات “Triple Coverage”. يمكن أيضًا الاستعانة بتقنية “التحضين Pre-Pigmentation” التي تُعيد الميلانين الصناعي للشعرة قبل وضع اللون النهائي، لضمان ثبات أطول.

جدول مقارنة أنواع الأوكسيدان وتأثيرها:

الخاتمة

صبغ الشعر فن يتطلب فهمًا دقيقًا للمواد الكيميائية والتفاعلات التي تحدث داخل الشعرة، إلى جانب المهارات العملية في التطبيق والعناية بعد التلوين. إن اتباع الخطوات العلمية في اختيار نوع الصبغة، تجهيز الشعر بشكل مناسب، واستخدام الأدوات الصحيحة، من شأنه أن يضمن نتائج مبهرة دون التسبب في أضرار صحية أو تجميلية.

تبني الصبغات الطبيعية أو العضوية يمثل خيارًا ممتازًا لأولئك الذين يسعون إلى تجميل شعرهم بطريقة أكثر أمانًا واستدامة. ومع تطور صناعة العناية بالشعر، أصبحت الخيارات متعددة وقابلة للتخصيص حسب احتياجات كل فرد، مما يفتح آفاقًا واسعة لتجارب لونية جديدة تعكس شخصية الفرد وتمنحه شعورًا بالثقة والتجدد.

المصادر:

• American Academy of Dermatology Association – Hair Dye Safety Guidelines

• Journal of Cosmetic Science – The Interaction of Hair Dyes with Hair Fibers