سنن مستحبة في عيد الأضحى

ثمان سنن مستحبة قبل أداء صلاة عيد الأضحى وبعدها

يعد عيد الأضحى من أعظم الأيام التي يعيشها المسلمون في أنحاء العالم، وهو يوم مليء بالفرح والسرور والتقوى. ويتميز هذا العيد بتعدد العبادات والسنن المستحبة التي ينبغي على المسلم أن يحرص على أدائها ليحصل على الأجر الكبير من الله تعالى، وتزداد الحسنات ويترسخ في قلب المسلم شعور القرب من الله. وفي هذا المقال، سنتناول ثمان سنن مستحبة قبل أداء صلاة عيد الأضحى وبعدها، حيث تتعدد هذه السنن لتشمل الأفعال القلبية والجسدية التي تقرب العبد إلى ربه وتزيد من فضل هذا اليوم العظيم.

1. الاغتسال يوم العيد

من السنن المستحبة التي ينبغي على المسلم أن يحرص على أدائها قبل صلاة عيد الأضحى هو الاغتسال، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يغتسل يوم العيد. وقد جاء في الحديث الصحيح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس جديده، ويغتسل يوم العيد”. والاغتسال في هذا اليوم يعتبر تجديدًا للطهارة والوقوف أمام الله بحلة جديدة طاهرة، مما يزيد من شعور المسلم بنقاء القلب والاستعداد لأداء العبادة.

ويفضل للمسلم أن يتأكد من غسل جميع الأعضاء التي يستحب غسلها عند الاغتسال، وكذلك يفضل أن يكون الاغتسال قبل الفجر أو في الصباح الباكر لكي يكون جاهزًا للصلاة بعد أن يتجمل ويستعد لهذا اليوم المبارك.

2. تناول التمر قبل الخروج للصلاة

يعتبر تناول التمر قبل الخروج لصلاة عيد الأضحى من السنن النبوية المباركة. فقد ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم العيد حتى يأكل تمراتٍ”. وعادة ما يتناول المسلم عددًا من التمرات، قد يصل إلى ثلاث أو خمس تمرات، وهذا يعد سُنة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ويُعتقد أن تناول التمر على وجه الخصوص في هذا اليوم المبارك له فوائد صحية، بالإضافة إلى أنه يمثل اتباعًا لسنته صلى الله عليه وسلم. كما أن تناول التمر يعد نوعًا من إحياء سنة النبي، ويجعل المسلم يشعر بالبركة في بداية يومه، مما يضيف شعورًا بالروحانية في هذا اليوم العظيم.

3. التكبير قبل صلاة العيد

يعتبر التكبير من أبرز السنن المستحبة التي تميز عيد الأضحى. ويبدأ المسلمون في تكبير الله عز وجل من ليلة العيد، ويستمر التكبير حتى يوم العيد من بعد صلاة الفجر وحتى صلاة العيد. وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التحميد والتكبير”.

تجدر الإشارة إلى أن التكبير في عيد الأضحى يختلف عن التكبير في غيره من الأوقات، فهو تكبير خاص بعيد الأضحى، ويبدأ من ليلة العيد بعد غروب الشمس. يمكن للمسلم أن يرفع صوته بالتكبير في المنزل أو في الطريق أو في المسجد، فهو تعبير عن فرح العبد بنعمة الله وحمدًا له على ما أنعم به عليه.

4. الذهاب إلى الصلاة سيرًا على الأقدام

من السنن المستحبة التي ينبغي على المسلم أن يحافظ عليها يوم العيد هو الذهاب إلى صلاة العيد سيرًا على الأقدام. فقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يذهب إلى صلاة العيد مشيًا، ويُستحب للمسلم أن يتجنب الركوب على الوسائل الحديثة إن كانت لا تشق عليه.

ويعد المشي إلى صلاة العيد من أفضل الأعمال، حيث يجتمع فيه أمران عظيمان، الأول هو اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والثاني هو الإكثار من الحسنات التي تُكتب للمسلم في كل خطوة يخطوها إلى المسجد. وعند الذهاب سيرًا على الأقدام، يتذكر المسلم حالة النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الأيام، ويشعر بجمالية هذه اللحظات الروحانية.

5. التجمل بأفضل الثياب

من السنن المستحبة قبل صلاة عيد الأضحى أن يرتدي المسلم أفضل ثيابه وأحسنها. ويفضل أن تكون الثياب جديدة أو نظيفة، ويشمل ذلك العطور والزينة، حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص على أن يكون في أحسن حالاته يوم العيد.

وقد ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن يوم العيد يوم فرح، ويوم زينة”. لذا، يُستحب أن يلبس المسلم أفضل الثياب التي يمكنه الحصول عليها لهذا اليوم، وذلك من باب تعظيم هذا اليوم وتزيينه. ويستحسن أن يكون الثوب في معايير الشرع، فلا يكون فيه مفرطًا في التفاخر أو مخالفًا للآداب الشرعية.

6. الذهاب إلى صلاة العيد من طريق والرجوع من طريق آخر

من السنن المستحبة في يوم العيد أن يذهب المسلم إلى مكان الصلاة من طريق، ثم يعود من طريق آخر. وهذا ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم في يوم العيد، حيث كان يدخل المسجد من باب ويخرج من باب آخر، بهدف إظهار امتثال السنة والتشبه بالنبي.

وذلك يحمل في طياته دروسًا معنوية مهمة، فهو يدل على تغيّر المسلم في يوم العيد، ويدعوه إلى التنقل من مكان لآخر، مما يعزز الشعور بالعيد والفرح. كما أن هذا التصرف يمثل إحياء سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم التي تجلب الأجر والبركة.

7. الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

من السنن المستحبة بعد صلاة عيد الأضحى هو الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. ويفضل المسلم أن يحمد الله عز وجل على أن بلّغه هذا اليوم العظيم، ثم يُكثر من الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

إن الصلاة على النبي هي من أعظم القربات التي تقرب المسلم إلى ربه، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من صلى عليَّ صلاةً، صلى الله عليه بها عشراً”. وفي يوم العيد، يُستحب الإكثار من الصلاة على النبي، وذلك تجديدًا للعهد بالاقتداء به والسير على نهجه.

8. القيام بتوزيع الأضاحي على المحتاجين

من السنن المستحبة بعد أداء صلاة عيد الأضحى توزيع الأضاحي على الفقراء والمحتاجين. حيث يتبادل المسلمون الأضاحي مع أقاربهم وجيرانهم، ويُفضل أن يتم توزيعها بشكل عادل بين الأهل والفقراء.

وتعد الأضحية من أعظم أعمال البر التي يمكن أن يؤديها المسلم في هذا اليوم المبارك، إذ تجلب الأجر العظيم، وتساهم في توفير الطعام والرزق للمحتاجين. بالإضافة إلى ذلك، يعد ذلك إحياءً لذكرى التضحية العظيمة التي قدمها نبي الله إبراهيم عليه السلام.

خاتمة

تتمثل أهمية السنن المستحبة قبل وبعد صلاة عيد الأضحى في تعظيم هذا اليوم المبارك، وتزكية النفس من خلال الالتزام بهذه الأعمال العبادية التي تقترب بالمسلم إلى الله. إن الحرص على أداء هذه السنن يعكس تجديد العهد مع الله والاتباع الصحيح لسنته صلى الله عليه وسلم، مما يؤدي إلى زيادة الأجر والمغفرة.