نتائج قياس حرارة الجسم واختلاف دلالاتها

تُعد حرارة الجسم من المؤشرات الحيوية الأساسية التي تعكس حالة الإنسان الصحية، ويُستخدم قياسها على نطاق واسع في التشخيص الطبي وفي متابعة حالات المرضى. تختلف حرارة الجسم باختلاف الظروف البيئية، والنشاط البدني، والعمر، وكذلك طريقة القياس وموقعه في الجسم، مما يجعل من الضروري فهم دلالات نتائج قياس الحرارة وكيفية تفسيرها بدقة.

مفهوم حرارة الجسم الطبيعية

درجة حرارة الجسم الطبيعية تختلف من شخص لآخر، لكنها تقاس عادة ضمن نطاق متوسط يتراوح بين 36.1 و37.2 درجة مئوية (97 إلى 99 درجة فهرنهايت). وتُعد درجة الحرارة 37 درجة مئوية (98.6 فهرنهايت) كمرجع شائع لطبيعة حرارة الجسم، لكنها ليست قيمة ثابتة أو مطلقة لكل الأفراد.

عوامل تؤثر على حرارة الجسم الطبيعية

• العمر: الأطفال والرضع عادة ما يكون لديهم حرارة جسم أعلى مقارنة بالبالغين.

• الوقت من اليوم: حرارة الجسم أقل في الصباح وترتفع تدريجيًا خلال النهار حتى تصل إلى ذروتها في المساء.

• النشاط البدني: النشاط المكثف يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة مؤقتًا.

• الهرمونات: التغيرات الهرمونية مثل الدورة الشهرية عند النساء تؤثر على درجة الحرارة.

• البيئة: التعرض لحرارة مرتفعة أو برودة شديدة يمكن أن يؤثر على قياس الحرارة.

طرق قياس حرارة الجسم

تتعدد طرق قياس الحرارة، ولكل منها خصوصيات تؤثر على دقة النتائج ودلالاتها:

1. القياس الفموي: الأكثر شيوعًا ودقة في كثير من الحالات، حيث توضع درجة الحرارة تحت اللسان.

2. القياس تحت الإبط: أقل دقة، حيث تتأثر بدرجة حرارة الجلد والبيئة المحيطة.

3. القياس الأذني: يتم قياس درجة حرارة الأذن عبر مقياس حراري خاص، ويعتمد على درجة حرارة الأوعية الدموية في الأذن.

4. القياس الشرجي: من أدق الطرق، خاصة في الأطفال والرضع، لكنه أقل استخدامًا في البالغين.

5. القياس عبر الجبهة: باستخدام أجهزة الأشعة تحت الحمراء، وهي طريقة سريعة وغير مؤلمة لكنها قد تتأثر بالعوامل البيئية.

دلالات اختلاف نتائج قياس حرارة الجسم

الحرارة الطبيعية

القراءة ضمن النطاق الطبيعي لا تعني بالضرورة خلو الجسم من المرض، لكنها تشير إلى عدم وجود ارتفاع حراري أو حالة التهابية واضحة. ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن بعض الأمراض قد لا تظهر بارتفاع في درجة الحرارة.

ارتفاع درجة الحرارة (الحمى)

ارتفاع حرارة الجسم فوق 37.5 درجة مئوية عادة ما يشير إلى وجود استجابة مناعية للجسم ضد عدوى أو التهاب. وتنقسم الحمى إلى:

• حمى خفيفة (37.5 – 38.3 درجة مئوية): تشير عادة إلى بداية العدوى أو الالتهاب.

• حمى معتدلة (38.4 – 39.4 درجة مئوية): تعبر عن نشاط مناعي أكبر قد يصاحب التهابات بكتيرية أو فيروسية.

• حمى مرتفعة (فوق 39.5 درجة مئوية): قد تشير إلى حالات شديدة من العدوى أو اضطرابات التهابية.

أسباب الحمى

• العدوى البكتيرية أو الفيروسية: مثل الإنفلونزا، التهاب الحلق، التهاب المسالك البولية.

• الالتهابات غير المعدية: كالتهاب المفاصل الروماتويدي أو أمراض المناعة الذاتية.

• السرطانات: بعض أنواع السرطان قد تسبب ارتفاعًا في الحرارة.

• الحالات الأخرى: مثل الجفاف الشديد أو استجابة الجسم للحرارة الخارجية.

انخفاض درجة حرارة الجسم (Hypothermia)

عندما تنخفض درجة حرارة الجسم تحت 35 درجة مئوية، تصبح حالة طبية طارئة تعرف بانخفاض حرارة الجسم أو انخفاض حرارة الجسم تحت الطبيعي. قد يؤدي ذلك إلى تباطؤ في وظائف الأعضاء الحيوية.

أسباب انخفاض الحرارة

• التعرض لفترات طويلة للبرد القارس.

• بعض الحالات الطبية مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو الصدمة.

• تناول أدوية معينة أو تعاطي الكحول.

تحليل نتائج القياس حسب موقع القياس

دلالات ارتفاع أو انخفاض الحرارة حسب الفئة العمرية

الأطفال والرضع

تتسم أجسام الأطفال والرضع بحساسية عالية لتغيرات الحرارة، وتكون الحمى علامة شائعة على وجود عدوى أو مرض. ارتفاع الحرارة عند الرضع يحتاج إلى مراقبة دقيقة لأنه قد يشير إلى أمراض خطيرة.

البالغون

ارتفاع الحرارة في البالغين يشير غالبًا إلى استجابة مناعية أو مرض معين، وقد يرافقه أعراض أخرى مثل التعب، والتعرق، وآلام الجسم.

كبار السن

في كبار السن، قد لا تظهر الحمى بشكل واضح حتى في وجود التهابات شديدة، وهذا يعود إلى ضعف استجابة الجهاز المناعي. لذلك قد تكون درجة الحرارة أقل من الطبيعي دلالة على وجود مرض.

تأثيرات حالة الجسم والحالة النفسية على درجة الحرارة

• الإجهاد النفسي: يمكن أن يسبب زيادة طفيفة في درجة حرارة الجسم نتيجة لزيادة نشاط الجهاز العصبي السمبثاوي.

• النوم: حرارة الجسم تنخفض أثناء النوم العميق.

• التغذية: تناول الطعام الساخن قد يرفع درجة حرارة الفم مؤقتًا، مما يؤثر على القياس الفموي.

• تناول الأدوية: مثل مضادات الالتهاب أو خافضات الحرارة التي تؤثر على نتائج القياس.

أهمية قياس حرارة الجسم في التشخيص الطبي

قياس الحرارة هو من أبسط وأسرع الطرق للكشف عن وجود حالات مرضية، وغالبًا ما يكون أول مؤشر يدفع الطبيب لإجراء مزيد من الفحوصات. يمكن من خلال معرفة نمط الحرارة (ارتفاع مستمر، متقطع، أو متناوب) تحديد طبيعة المرض وتقدير شدته.

أسباب شائعة لاختلاف نتائج القياس وطرق التصحيح

• عدم التزام المريض بالوقت المناسب للقياس.

• تناول الطعام أو الشراب الساخن أو البارد قبل القياس.

• النشاط البدني المباشر قبل القياس.

• قياس الحرارة في ظروف بيئية غير مناسبة.

• استخدام أجهزة قياس غير دقيقة أو تالفة.

الخلاصة

نتائج قياس حرارة الجسم تعكس حالة الجسم الصحية بشكل مباشر أو غير مباشر، ويجب أخذها في سياق شامل يشمل الموقع المستخدم للقياس، الوقت، النشاط، والعمر، إلى جانب الحالة الصحية العامة. الفهم الدقيق لاختلاف دلالات هذه النتائج يساعد في التشخيص السريع والدقيق لمختلف الحالات المرضية، كما يسهم في المتابعة الفعالة للحالات الصحية، مع ضرورة الانتباه لطرق القياس الدقيقة لتفادي الخطأ في التقييم.

المراجع

1. Mayo Clinic Staff. “Body temperature: What’s normal, what’s not.” Mayo Clinic.

2. World Health Organization. “Temperature measurement and interpretation.” WHO Guidelines.