درجة حرارة الجسم الطبيعية

درجة حرارة الجسم الطبيعية: تعريف، قياس، وتفسير

تعتبر درجة حرارة الجسم من أهم المؤشرات الحيوية التي تُستخدم لتقييم الحالة الصحية للفرد. ففي حال كانت درجة الحرارة منخفضة أو مرتفعة بشكل غير طبيعي، قد تكون هذه إشارة على وجود مشكلة صحية تستدعي التدخل الطبي. لذلك، يعد فهم درجة حرارة الجسم الطبيعية وكيفية قياسها أمرًا بالغ الأهمية.

تعريف درجة حرارة الجسم الطبيعية

تتراوح درجة حرارة الجسم الطبيعية بين 36.5 و37.5 درجة مئوية، وهي تختلف قليلاً من شخص لآخر بناءً على عدة عوامل، مثل الوقت من اليوم، النشاط البدني، التغذية، وأيضًا حسب عمر الشخص. ولكن، يُعتبر الرقم القياسي المعتاد لدرجة الحرارة الطبيعية للجسم حوالي 37 درجة مئوية. وعلى الرغم من أن هذا الرقم يبدو ثابتًا، إلا أن الجسم يمكن أن يواجه تغييرات طفيفة في درجات الحرارة نتيجة لعدة عوامل بيئية وفسيولوجية.

كيف يُقاس درجة حرارة الجسم؟

يتم قياس درجة حرارة الجسم باستخدام أدوات طبية مختلفة، أبرزها التيرموميتر. هناك أنواع متعددة من التيرمومترات التي تُستخدم بشكل شائع، مثل:

1. التيرمومتر الزئبقي: يستخدم الزئبق لقياس درجة الحرارة. وهو كان الخيار التقليدي، لكن بسبب خطورة الزئبق، تم استبداله تدريجياً بأنواع أخرى.

2. التيرمومتر الرقمي: هو الأداة الأكثر شيوعًا في الوقت الحاضر. يتميز بسرعة القياس ودقة النتيجة. يُستخدم هذا النوع لقياس درجة الحرارة في الفم أو تحت الإبط أو في فتحة الشرج.

3. التيرمومتر الأذني: يعتمد هذا النوع على قياس درجة حرارة الأذن باستخدام الأشعة تحت الحمراء. يُستخدم بشكل شائع للأطفال.

4. التيرمومتر الجبهي: هو جهاز يُستخدم لقياس درجة حرارة الجسم عن طريق مسح الجبهة باستخدام الأشعة تحت الحمراء، ويتميز بسرعته وسهولة استخدامه.

درجة الحرارة الطبيعية: مؤثرات وتغيرات

يجب مراعاة أن درجة حرارة الجسم لا تبقى ثابتة طوال اليوم. إنها تتأثر بعدد من العوامل:

1. الوقت من اليوم: عادة ما تكون درجة الحرارة أدنى في الصباح وتزداد تدريجياً خلال اليوم لتبلغ أعلى مستوياتها في المساء.

2. النشاط البدني: يؤدي ممارسة التمارين الرياضية أو الأنشطة البدنية إلى ارتفاع مؤقت في درجة حرارة الجسم نتيجة لزيادة تدفق الدم إلى العضلات واحتراق الطاقة.

3. الطعام والشراب: تناول الطعام أو الشراب يمكن أن يؤثر أيضًا في درجة حرارة الجسم. فعند تناول وجبة ثقيلة أو مشروب ساخن، قد ترتفع درجة الحرارة لفترة قصيرة.

4. البيئة المحيطة: درجات الحرارة المحيطية، مثل الطقس البارد أو الحار، تؤثر في درجة حرارة الجسم. ففي درجات الحرارة المرتفعة، قد يتعرق الجسم ليقلل من درجة حرارته، بينما في الأجواء الباردة، يحاول الجسم الحفاظ على حرارته عبر تقليل تدفق الدم إلى الأطراف.

5. التغيرات الهرمونية: النساء قد يلاحظن تغيرات في درجة حرارة الجسم خلال الدورة الشهرية، حيث تزداد درجة الحرارة قليلاً بعد الإباضة بسبب تأثيرات هرمون البروجيستيرون.

6. السن: الأطفال وكبار السن قد تكون لديهم درجات حرارة طبيعية مختلفة. الأطفال الرضع، على سبيل المثال، قد يظهرون درجات حرارة أعلى قليلاً مقارنةً بالبالغين. أما كبار السن فقد يعانون من انخفاض طفيف في درجة الحرارة.

درجة حرارة الجسم الطبيعية وعلاقتها بالصحة

تعتبر درجة حرارة الجسم الطبيعية مؤشراً على صحة الفرد. ولكن، عندما ترتفع درجة الحرارة أو تنخفض عن المعدلات الطبيعية، فإن ذلك يمكن أن يكون علامة على وجود مشكلة صحية. هناك نوعان رئيسيان من التغيرات في درجة الحرارة:

1. الحُمّى (الحرارة المرتفعة)

الحُمّى هي حالة ترتفع فيها درجة حرارة الجسم فوق 38 درجة مئوية. وهي غالبًا ما تكون نتيجة لعدوى أو التهاب، إذ يتفاعل الجسم مع الميكروبات عن طريق رفع درجة حرارته لمحاربة العدوى. الحمى يمكن أن تكون مصحوبة بأعراض أخرى مثل القشعريرة، التعرق، والتعب. الحالات الشائعة التي تسبب الحمى تشمل:

• الأنفلونزا

• العدوى الفيروسية أو البكتيرية

• التهابات المسالك البولية

• التهابات الجهاز التنفسي

وفي بعض الأحيان، قد تكون الحمى رد فعل على تناول بعض الأدوية أو تلقي تطعيمات.

2. الحمى المنخفضة (الحُمّى الخفيفة)

وهي حالة تحدث عندما تكون درجة حرارة الجسم بين 37.5 و38 درجة مئوية. قد تحدث هذه الحالة نتيجة للعديد من العوامل، مثل التوتر النفسي، أو في حالات بسيطة من العدوى.

3. الحُمّى الشديدة

إذا ارتفعت درجة حرارة الجسم إلى أكثر من 40 درجة مئوية، فإنها تصبح حالة طبية طارئة، حيث قد تؤدي إلى تلف الأنسجة والأعضاء. في مثل هذه الحالات، يجب التدخل الطبي الفوري لتقليل درجة الحرارة، حيث يمكن أن تؤدي الحرارة المرتفعة إلى مضاعفات خطيرة.

4. انخفاض درجة الحرارة (البرودة)

إذا انخفضت درجة حرارة الجسم تحت 35 درجة مئوية، فإن الشخص قد يعاني من حالة طبية تُعرف بـ انخفاض الحرارة. ويمكن أن يحدث هذا نتيجة للتعرض للبرد الشديد، أو بسبب حالات صحية معينة تؤثر في قدرة الجسم على تنظيم حرارته، مثل:

• السكتة الدماغية

• الإدمان على الكحول

• قصور الغدة الدرقية

كيفية الحفاظ على درجة حرارة الجسم الطبيعية

الحفاظ على درجة حرارة الجسم في نطاقها الطبيعي يتطلب عناية بصحة الجسم واتباع أسلوب حياة صحي. هناك عدة نصائح يمكن اتباعها للحفاظ على درجة حرارة الجسم ثابتة، مثل:

1. ارتداء الملابس المناسبة: حسب الطقس والمناخ المحيط، يُنصح بارتداء الملابس التي تساعد في الحفاظ على درجة حرارة الجسم.

2. شرب الماء بانتظام: يساعد شرب السوائل في الحفاظ على توازن درجة الحرارة في الجسم، خاصة في الأجواء الحارة.

3. تجنب التعرض لفترات طويلة للحرارة أو البرودة الشديدة.

4. ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة: تساعد في تعزيز الدورة الدموية وتنظيم حرارة الجسم.

5. الحصول على قسط كافٍ من النوم: يساعد النوم الجيد في تعزيز قدرة الجسم على تنظيم حرارته.

الخلاصة

درجة حرارة الجسم الطبيعية هي مقياس مهم للحفاظ على صحة الإنسان. تقع عادة بين 36.5 و37.5 درجة مئوية، وقد تتأثر بعدة عوامل مثل الوقت من اليوم، النشاط البدني، والتغيرات الهرمونية. أي تغيير غير طبيعي في درجة الحرارة سواء بالارتفاع أو الانخفاض قد يكون مؤشراً على حالة صحية تحتاج إلى رعاية طبية. من خلال فهم كيفية قياس درجة الحرارة والعوامل المؤثرة فيها، يمكن للمرء اتخاذ خطوات فعّالة للحفاظ على صحة جسمه وتجنب الحالات الطارئة التي قد تحدث بسبب تغير درجة حرارته.