مراحل التسنين عند الأطفال

مراحل التسنين لدى الأطفال

التسنين هو عملية بيولوجية تحدث للأطفال في مراحل عمرية مبكرة، حيث تبدأ الأسنان اللبنية في الظهور من خلال اللثة. تعد هذه المرحلة من أبرز المراحل التي يمر بها الطفل في السنة الأولى من حياته، إذ يرافقها العديد من التغيرات الجسدية والسلوكية، ويُعتبر التسنين بمثابة مؤشر على نمو الطفل بشكل طبيعي. في هذا المقال، سيتم تسليط الضوء على مراحل التسنين عند الأطفال، وكيفية رصد هذه المراحل، وكذلك كيفية التعامل مع التحديات التي قد تواجه الآباء خلال هذه الفترة.

1. مرحلة التسنين المبكرة: بداية ظهور الأسنان

تبدأ عملية التسنين عادةً بين الشهر السادس والثامن من عمر الطفل، على الرغم من أن بعض الأطفال قد يظهر لديهم أول سن في وقت لاحق. في هذه المرحلة، يظهر السن الأول عادةً في الفك السفلي، وتحديداً في المنطقة الأمامية للثة. ويعرف هذا السن عادةً بـ “الأسنان القاطعة المركزية السفلى”. غالباً ما يكون ظهور الأسنان مصحوبًا بعدد من الأعراض التي قد تشمل تهيج اللثة، سيلان اللعاب الزائد، والميل إلى العض أو التمسك بأي شيء يمكنهم مضغه.

2. مرحلة التسنين في السنة الأولى: نمو الأسنان في الفك العلوي والسفلي

بين الشهر التاسع والشهر الثاني عشر من عمر الطفل، تبدأ الأسنان الأخرى في الظهور. غالبًا ما تترتب الأسنان في هذا التسلسل:

• الأسنان القاطعة العلوية (الأسنان الأمامية العلوية) تظهر عادة بين الشهر التاسع والشهر الثاني عشر.

• الأسنان القاطعة السفلية الثانية تخرج قريبًا بعد ذلك في الشهر التاسع والعاشر.

• في هذه الفترة، قد يشعر الطفل بالألم والتورم في اللثة، وقد تزداد مستويات الانزعاج عند محاولة العض على الأشياء الصلبة.

3. مرحلة التسنين في السنة الثانية: ظهور الأسنان الجانبية والأضراس

عندما يبلغ الطفل حوالي السنة ونصف، تبدأ الأسنان الجانبية في الظهور، وهذه الأسنان عادة ما تكون في الصف الأول من الفك العلوي والسفلي. خلال هذه الفترة، تبدأ الأضراس أيضًا في الظهور، وهي الأسنان التي تُستخدم للمضغ. قد يسبب ظهور الأضراس بعض الألم الشديد والتورم في اللثة، ما يجعل الطفل أكثر قلقًا. الأعراض المصاحبة لهذه المرحلة تشمل صعوبة في النوم وفقدان الشهية.

4. مرحلة التسنين المتأخرة: الأسنان الخلفية والأضراس الكبيرة

بين سن 2 و3 سنوات، تظهر الأسنان الخلفية الكاملة (الأضراس). هذه الأسنان أكبر حجمًا وقد تسبب ألمًا أكبر عندما تنبثق من خلال اللثة. يبدأ الطفل في استخدام هذه الأسنان لمضغ الطعام بشكل أكثر فاعلية، وتستمر هذه الأسنان في النمو حتى اكتمال النمو التام للأسنان اللبنية في سن 3 سنوات تقريبًا. في هذه المرحلة، قد يواجه الأطفال صعوبة أكبر في التكيف مع الألم، مما قد يؤدي إلى اضطرابات النوم.

5. التسنين بعد سن 3 سنوات: التغييرات في الأسنان اللبنية

بعد بلوغ الطفل سن الثالثة، تكون عملية التسنين قد اكتملت تقريبًا. ولكن في بعض الحالات، قد يختلف التوقيت قليلاً بين الأطفال. هذا هو الوقت الذي يبدأ فيه الطفل باستخدام كامل مجموعة الأسنان اللبنية، والتي تشمل 20 سنًا في المجموع. خلال هذه الفترة، قد يتطور بعض الأطفال إلى التحدث بشكل أكثر وضوحًا مع بداية استخدام أسنانهم بكفاءة أكبر.

الأعراض المصاحبة للتسنين:

التسنين هو عملية قد تسبب الكثير من الانزعاج للأطفال، وبعض الأعراض التي قد يلاحظها الآباء تشمل:

• الألم والتورم في اللثة: من أكثر الأعراض شيوعًا هي تورم اللثة في منطقة السن الذي يظهر. قد يكون الألم شديدًا في بعض الأحيان، وقد يعاني الطفل من عدم الراحة.

• سيلان اللعاب: في مرحلة التسنين، يزيد إفراز اللعاب بشكل ملحوظ. قد يُرى سيلان اللعاب بشكل خاص عند ظهور الأسنان القاطعة الأمامية.

• العض أو المضغ المستمر: يشعر الطفل بحاجة كبيرة للعض أو مضغ الأشياء المختلفة لتخفيف الألم الناتج عن بروز الأسنان.

• فقدان الشهية أو تغييرات في الأكل: مع الألم المصاحب لظهور الأسنان، قد يشعر الطفل بفقدان الشهية أو يواجه صعوبة في الأكل.

• الاضطرابات في النوم: بسبب الألم وعدم الراحة، قد يواجه الطفل صعوبة في النوم أو قد يستيقظ كثيرًا خلال الليل.

• التهيج والبكاء المستمر: الأطفال الصغار قد يصبحون أكثر عصبية ويشعرون بالانزعاج الشديد بسبب التغيرات التي يمرون بها في لثتهم.

كيفية تخفيف الألم المصاحب للتسنين:

إليك بعض الطرق التي قد تساعد في تخفيف الألم المصاحب للتسنين:

1. تدليك اللثة: يمكن للأم أو الأب تدليك لثة الطفل بلطف باستخدام أصبع نظيف. يساعد هذا التدليك في تخفيف الضغط في المنطقة.

2. اللعب بالألعاب المضغية: الألعاب المخصصة للتسنين، مثل الخواتم أو الألعاب التي يمكن للطفل مضغها، قد تساعد في تخفيف الألم.

3. المسكنات الطبيعية: يمكن إعطاء الطفل أطعمة باردة أو مشروبات باردة (مثل عصير التفاح المجمد في مكعبات) لتخفيف الألم. يمكن أيضًا تبريد الألعاب المضغية لتوفير تأثير مهدئ.

4. المسكنات الطبية: في الحالات الأكثر إزعاجًا، يمكن استشارة الطبيب بشأن استخدام مسكنات للألم مثل الأدوية التي تحتوي على الباراسيتامول أو الإيبوبروفين.

5. استخدام جل للتسنين: في بعض الأحيان، قد يُوصي الأطباء باستخدام جل للتسنين يحتوي على مكونات تساعد في تخفيف الألم، ولكن يجب استخدامه بحذر وتحت إشراف الطبيب.

العوامل المؤثرة في التسنين:

هناك العديد من العوامل التي قد تؤثر في توقيت ومظاهر التسنين لدى الطفل، مثل:

• العوامل الوراثية: قد يؤثر التاريخ العائلي في توقيت التسنين، فإذا كانت أسنان الأطفال في العائلة تظهر في وقت مبكر أو متأخر، فقد يحدث نفس الشيء للطفل.

• الجنس: تشير الدراسات إلى أن الفتيات قد يبدأن في التسنين قبل الأولاد، على الرغم من أن هذه الفروق قد تكون بسيطة.

• الحالة الصحية للطفل: يمكن أن يؤثر صحة الطفل العامة في عملية التسنين، مثل وجود أي التهابات أو مشاكل صحية قد تؤخر أو تعوق ظهور الأسنان.

تأخر التسنين: متى يجب القلق؟

على الرغم من أن التسنين يبدأ عادة بين الشهر السادس والثامن من العمر، قد يعاني بعض الأطفال من تأخر في هذه العملية. إذا لم يظهر السن الأول لدى الطفل بعد بلوغه 12 شهراً، فقد يكون من الأفضل استشارة الطبيب للبحث عن أي مشاكل صحية قد تؤثر على نمو الأسنان.

الخلاصة

إن عملية التسنين هي تجربة طبيعية ولكنها قد تكون مؤلمة بالنسبة للأطفال والأمهات على حد سواء. على الرغم من أن الأعراض المرتبطة بالتسنين قد تكون مزعجة، إلا أن هذه العملية تمثل علامة مهمة على النمو الطبيعي للطفل. من المهم أن يكون الآباء مستعدين لمواكبة هذه المرحلة وتقديم الدعم اللازم للطفل من خلال استخدام الأساليب الطبيعية والطبية لتخفيف الألم.