في عام 1939، وبالتحديد عندما كانت العالم يُلقي بظلاله الكثيفة على مسرح الحرب العالمية الثانية، كانت تايلاند واحدة من الدول التي شهدت تأثيرات هذه الفوضى العالمية. كانت تايلاند، التي كانت تُعرف آنذاك باسم سيام، تعتبر جزءًا مهمًا من الساحة الآسيوية التي شهدت تغيرات جذرية خلال هذه الفترة المضطربة.
بحلول بداية عام 1939، كان عدد سكان تايلاند يبلغ حوالي 15،023،000 نسمة، وهو عدد يشير إلى حجم الجماهير التي عانت من عواقب الحرب وتغييراتها. ومع اشتعال نيران الصراع العالمي، لم تكن تايلاند بعيدة عن أثره، إذ شهدت فقدان حياة 5،600 جندي بسبب مختلف الأسباب الناجمة عن الحرب، مما جعلها تعاني من تأثيراتها المدمرة على الأرواح البشرية.
ولكن لم يكن الأمر يقتصر على العناصر العسكرية فحسب، بل طالت آثار الصراع أيضًا الأبرياء، إذ تجاوزت حصيلة الوفيات بين المدنيين نتيجة للأنشطة العسكرية وجرائم الإنسانية حاجز الـ 2،000 شخص، مما يبرز الواقع المرير الذي عاشه الشعب الثايلاندي خلال تلك الفترة المضطربة.
بالمقارنة مع إجمالي عدد السكان في عام 1939، والذي كان يبلغ 15،023،000 نسمة، فإن نسبة الوفيات بلغت حوالي 0.05%، وهو رقم يعكس مدى الخسائر الجسيمة التي لحقت بالبلاد جراء هذا الصراع العالمي الدموي.
ومع أن هذه الأرقام قد تبدو جافة وباردة، إلا أنها تعكس الواقع القاسي الذي عاشه شعب تايلاند خلال الحرب العالمية الثانية، والتي لا تُنسى معاناته وتضحياته من أجل الحفاظ على استقلاله وكرامته في وجه العواصف الجارفة التي عصفت بالعالم في تلك الفترة الدموية والحاسمة.