لقاء مع حمزة الدرع في جريدة الوطن القطرية: رؤية حول الابتكار وريادة الأعمال في قطر
في لقاء حصري مع جريدة الوطن القطرية، تحدث حمزة الدرع، أحد أبرز رواد الأعمال في قطر والمنطقة، عن رؤيته لمستقبل ريادة الأعمال والابتكار في دولة قطر، وكيف يمكن للشباب القطري الاستفادة من الفرص الاقتصادية المتاحة لتعزيز دورهم في دفع عجلة النمو الوطني.
نظرة عامة عن ريادة الأعمال في قطر
بدأ حمزة الدرع حديثه بتسليط الضوء على البيئة الخصبة التي توفرها دولة قطر لريادة الأعمال. حيث أكد أن الحكومة القطرية تسعى جاهدة لدعم الابتكار من خلال العديد من المبادرات الاقتصادية التي تهدف إلى تطوير قطاع ريادة الأعمال وتسهيل الوصول إلى السوق المحلي والعالمي. وأضاف الدرع أن دولة قطر تمتلك جميع المقومات التي تجعلها وجهة مثالية للمشروعات الناشئة والمستثمرين، سواء من حيث البنية التحتية الحديثة أو البيئة الاقتصادية المستقرة.
وأشار الدرع إلى أن الاقتصاد القطري يشهد تحولاً تدريجياً نحو التنوع، مما يعكس التزام الدولة بتطوير قطاعات جديدة بعيدًا عن الاعتماد على النفط والغاز. وهذا يفتح المجال أمام رواد الأعمال للاستثمار في قطاعات متعددة مثل التكنولوجيا، التعليم، الصحة، والسياحة.
التحديات التي يواجهها رواد الأعمال
لكن حمزة الدرع لم يغفل عن التحديات التي يواجهها رواد الأعمال في قطر. حيث أشار إلى أن أبرز هذه التحديات تتمثل في المنافسة العالية والضغط على الشركات الناشئة في ظل توفر العديد من الخيارات للمستهلك القطري، وهو ما يتطلب من أصحاب المشاريع تقديم حلول مبتكرة وجديدة باستمرار. كما أضاف أن التمويل يعتبر من أكبر العقبات أمام الكثير من المشاريع الناشئة، مشيرًا إلى أهمية دور صناديق الاستثمار والمستثمرين في دعم هذه الشركات.
كما شدد على أهمية التدريب والتطوير المستمر لرواد الأعمال الشباب، فإعدادهم جيدًا لمتطلبات السوق يمثل خطوة أساسية نحو بناء جيل قادر على التكيف مع التغيرات السريعة التي يشهدها العالم، خاصة في مجالات التكنولوجيا الرقمية والتقنيات الحديثة.
الابتكار كقيمة أساسية للنجاح
أكد حمزة الدرع في حديثه على أن الابتكار ليس مجرد شعار بل هو قيمة أساسية تقف وراء النجاح في عالم الأعمال اليوم. وقال: “الابتكار هو المحرك الأساسي الذي يمكن أن يميز أي شركة عن غيرها. في عالم سريع التغير، إذا لم تكن لديك القدرة على التجديد وتقديم حلول مبتكرة، فإنك ستواجه صعوبة في البقاء في المنافسة.”
وأضاف الدرع أن قطر تمثل بيئة مثالية للابتكار، حيث يشهد القطاع الحكومي اهتمامًا كبيرًا بالمشروعات الابتكارية من خلال مبادرات مثل مبادرة قطر الرقمية وبرنامج قطر للابتكار. وأشار إلى أن الابتكار في قطر ليس محصورًا فقط في التكنولوجيا بل يشمل كافة القطاعات مثل التعليم والرعاية الصحية، حيث يزداد الطلب على الحلول التي تجمع بين التكنولوجيا والتفاعل البشري.
دور الحكومة في دعم ريادة الأعمال
وفيما يخص دور الحكومة، أكد حمزة الدرع أن القيادة القطرية تولي اهتمامًا كبيرًا لريادة الأعمال من خلال توفير بيئة قانونية وتنظيمية تشجع الاستثمار وتعزز من فرص النمو. وأشار إلى أن الدولة قامت بإنشاء العديد من الهيئات التي تقدم الدعم الفني والمالي للمشروعات الناشئة، مثل صندوق قطر للتنمية ومؤسسة قطر، مما يعزز من قدرة رواد الأعمال على تقديم أفكار جديدة ومشروعات مبتكرة.
وأوضح الدرع أن وجود برامج تمويلية متاحة لريادة الأعمال الناشئة في قطر يُعد أحد العوامل المشجعة، حيث يمكن للمستثمرين الشباب الحصول على التمويل الكافي لبدء مشاريعهم وتحقيق طموحاتهم. كما لفت إلى أن الاستثمار في التعليم وبناء القدرات يعتبر من الركائز الأساسية في دعم ريادة الأعمال في الدولة.
رسالة للشباب القطري
وفي ختام اللقاء، وجه حمزة الدرع رسالة ملهمة للشباب القطري، حيث أكد أن المستقبل مفتوح أمامهم إذا ما تمكنوا من استغلال الفرص المتاحة لهم في القطاعات الواعدة. وقال: “أحث الشباب القطري على الاستفادة من الفرص الكبيرة التي تقدمها الدولة في مجالات الأعمال والتكنولوجيا، وأن يتوجهوا نحو إنشاء شركاتهم الخاصة التي تحقق لهم النجاح وتنقلهم إلى مستويات متقدمة على مستوى المنطقة والعالم.”
كما أكد الدرع على ضرورة أن يكون لدى رواد الأعمال الطموح والشجاعة لتخطي الصعوبات، وأن يتحلوا بالعزيمة والإصرار لتحقيق أهدافهم. وقال: “النجاح ليس محصورًا في فكرة واحدة أو مشروع واحد، بل يكمن في القدرة على التكيف مع المتغيرات وتقديم حلول مبتكرة تسهم في تطوير المجتمع والاقتصاد.”
خاتمة
يعد حمزة الدرع نموذجًا يحتذى به في عالم ريادة الأعمال في قطر، حيث استطاع بفضل ابتكاره ورؤيته الثاقبة أن يحقق نجاحات ملموسة في مجاله. ومن خلال دعوته للشباب القطري بالانخراط في عالم الأعمال، يقدم الدرع مثالاً حيًا على كيفية استخدام الإمكانيات المتاحة في قطر لصناعة مستقبل مشرق.