أعراض أورام الغدة الدرقية

أعراض وجود ورم في الغدة الدرقية

الغدة الدرقية هي إحدى الغدد الصماء المهمة التي تقع في الجزء الأمامي من العنق تحت تفاحة آدم، وهي مسؤولة عن إفراز هرمونات تتحكم في العديد من العمليات الحيوية في الجسم مثل التمثيل الغذائي، وتوازن الطاقة، ونمو الجسم وتطور وظائفه. وعلى الرغم من صغر حجم الغدة الدرقية، إلا أن أي تغيرات في وظيفتها قد تؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية. من بين هذه التغيرات، يمكن أن تظهر الأورام الدرقية، التي قد تكون حميدة أو خبيثة، وهي تزداد شيوعاً في الوقت الحالي. سنستعرض في هذا المقال الأعراض التي قد تشير إلى وجود ورم في الغدة الدرقية، بالإضافة إلى الأسباب والعوامل المؤثرة على ظهور هذه الأورام وطرق تشخيصها وعلاجها.

تعريف الأورام الدرقية

تُعرَف الأورام الدرقية بأنها نمو غير طبيعي لخلايا الغدة الدرقية. يمكن أن تكون هذه الأورام حميدة أو خبيثة، ويعني هذا أن الأورام الحميدة لا تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم بينما الأورام الخبيثة قد تتسبب في انتشار السرطان إلى الأنسجة المحيطة أو أجزاء أخرى من الجسم.

أنواع أورام الغدة الدرقية

تُصنف أورام الغدة الدرقية بشكل أساسي إلى نوعين رئيسيين:

1. الأورام الحميدة: التي تشمل أورام الغدة الدرقية الحميدة مثل “الأورام الكيسية” أو “الأورام النامية”، وهي عادة لا تشكل تهديداً على الحياة ولا تسبب أعراضاً خطيرة.

2. الأورام الخبيثة (سرطان الغدة الدرقية): التي قد تنمو وتنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، مما يتطلب علاجاً سريعاً وفعالاً.

الأعراض العامة لوجود ورم في الغدة الدرقية

يمكن أن تكون أعراض وجود ورم في الغدة الدرقية متنوعة وتعتمد على طبيعة الورم وحجمه ومكانه داخل الغدة الدرقية. قد تظهر الأعراض تدريجياً أو بشكل مفاجئ، وقد تكون غير ملحوظة في البداية. فيما يلي بعض الأعراض التي قد تشير إلى وجود ورم في الغدة الدرقية:

1. تورم في الرقبة

من أكثر الأعراض وضوحاً التي قد تشير إلى وجود ورم في الغدة الدرقية هو تورم أو كتلة ملحوظة في منطقة العنق. يمكن أن يكون الورم صغيراً في البداية، لكنه قد يزداد في الحجم مع مرور الوقت. قد تكون هذه الكتلة غير مؤلمة في بعض الأحيان، ولكن قد تكون مؤلمة في حالات أخرى. في كثير من الأحيان، قد يلاحظ الشخص هذه الكتلة بنفسه، أو قد يتم اكتشافها خلال فحص طبي روتيني.

2. صعوبة في التنفس أو البلع

عند كبر حجم الورم، قد يضغط على المريء أو القصبة الهوائية، مما يتسبب في صعوبة في البلع أو التنفس. يمكن أن يشعر الشخص بشعور بالاختناق أو صعوبة في بلع الطعام بشكل طبيعي. في الحالات المتقدمة، قد يصاحب هذا العرض ضيق في التنفس، خاصة عند الاستلقاء.

3. تغيرات في الصوت

إذا كان الورم يؤثر على الأعصاب التي تتحكم في الأحبال الصوتية، فقد يلاحظ الشخص تغيراً في صوته. يمكن أن يصبح الصوت أجش أو قد يعاني الشخص من فقدان الصوت أو تغيرات غير مبررة في نبرة الصوت. هذه الأعراض قد تشير إلى أن الورم يضغط على العصب المسؤول عن حركة الأحبال الصوتية.

4. أعراض فرط أو قصور الغدة الدرقية

قد يصاحب وجود ورم في الغدة الدرقية بعض الأعراض التي تشير إلى اختلالات في مستوى هرمونات الغدة الدرقية، حيث يمكن أن يؤدي الورم إلى إفراز كمية غير طبيعية من هذه الهرمونات. تتراوح الأعراض بين:

• فرط نشاط الغدة الدرقية (فرط التيروييد): والذي يتسبب في أعراض مثل فقدان الوزن المفاجئ، التعرق الزائد، القلق، الأرق، وزيادة ضربات القلب.

• قصور الغدة الدرقية (خمول التيروييد): والذي يتسبب في أعراض مثل زيادة الوزن، التعب المستمر، جفاف الجلد، الشعور بالبرد، والإمساك.

5. ألم في الرقبة أو الأذن

في بعض الحالات، قد يتسبب الورم الدرقية في شعور الشخص بألم في منطقة الرقبة أو الأذن. هذا الألم قد يكون ناتجاً عن ضغط الورم على الأنسجة المجاورة أو التهاب ناتج عن التغيرات في الغدة الدرقية. في بعض الحالات، قد يصاحب الألم تورم في الغدة نفسها.

6. تورم في الغدد الليمفاوية

قد يحدث تورم في الغدد الليمفاوية المجاورة للغدة الدرقية، مما قد يشير إلى أن الورم قد انتشر إلى الأنسجة المجاورة. يمكن أن يؤدي ذلك إلى انتفاخ في منطقة العنق أو الفك.

أعراض السرطان الدرقية

في حال كان الورم خبيثاً (سرطان الغدة الدرقية)، فقد تكون هناك بعض الأعراض المميزة التي تشير إلى تقدم المرض. تشمل هذه الأعراض:

• تطور سريع في حجم الورم: على عكس الأورام الحميدة التي تنمو ببطء، فإن الأورام الخبيثة قد تنمو بشكل أسرع.

• انتشار الألم: إذا انتشر السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم، فقد يشعر الشخص بألم في مناطق أخرى مثل الصدر أو العظام.

• فقدان غير مبرر للوزن: على الرغم من أن سرطان الغدة الدرقية ليس شائعاً بشكل كبير، إلا أنه يمكن أن يسبب فقداناً سريعاً للوزن دون سبب واضح.

• الإرهاق الشديد: قد يشعر الشخص بإرهاق دائم أو ضعف عام بسبب تأثير السرطان على الجسم.

عوامل الخطر المرتبطة بأورام الغدة الدرقية

هناك عدة عوامل قد تزيد من خطر الإصابة بأورام الغدة الدرقية، سواء كانت حميدة أو خبيثة. تشمل هذه العوامل:

1. التاريخ العائلي: وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الغدة الدرقية أو أورام الغدة الدرقية قد يزيد من خطر الإصابة.

2. التعرض للإشعاع: قد يزيد التعرض للإشعاع، خاصة في منطقة الرأس والرقبة، من خطر تطور الأورام الدرقية.

3. السن والجنس: تميل الأورام الدرقية إلى أن تكون أكثر شيوعاً في النساء عن الرجال، وتزداد نسبة الإصابة مع التقدم في السن.

4. الاضطرابات الوراثية: بعض الحالات الوراثية قد تزيد من خطر الإصابة بأورام الغدة الدرقية، مثل متلازمة مينا وورم ميدولاري الغدة الدرقية.

تشخيص أورام الغدة الدرقية

إذا ظهرت أي من الأعراض المذكورة سابقاً، يجب على الشخص استشارة الطبيب في أقرب وقت. يقوم الطبيب بتقييم الحالة بشكل شامل، ويشمل ذلك:

• الفحص السريري: حيث يقوم الطبيب بفحص الرقبة والتحقق من وجود أي كتل أو تورمات في الغدة الدرقية.

• فحص الدم: لقياس مستويات هرمونات الغدة الدرقية.

• الأشعة فوق الصوتية (Ultrasound): لتحديد حجم الورم وموقعه.

• خزعة (Biopsy): في حال الاشتباه في وجود ورم خبيث، قد يحتاج الطبيب إلى أخذ عينة من الورم لفحصها تحت المجهر.

• التصوير المقطعي أو الرنين المغناطيسي (CT/MRI): في بعض الحالات، قد تكون هذه الفحوصات ضرورية لتحديد مدى انتشار الورم.

علاج أورام الغدة الدرقية

يختلف علاج الأورام الدرقية وفقاً لنوع الورم وحجمه ومدى انتشاره. تشمل الخيارات العلاجية:

• الجراحة: في العديد من الحالات، تكون الجراحة هي الخيار الأول لإزالة الورم، وخاصة إذا كان الورم كبيراً أو خبيثاً.

• العلاج باليود المشع: يستخدم هذا العلاج بشكل خاص في حالة سرطان الغدة الدرقية.

• العلاج الكيميائي أو الإشعاعي: في الحالات المتقدمة من السرطان، قد يكون العلاج الكيميائي أو الإشعاعي ضرورياً.

• العلاج الدوائي: في حالة وجود اضطرابات هرمونية مثل فرط نشاط أو قصور الغدة الدرقية، قد يصف الطبيب الأدوية المناسبة لتعويض الهرمونات المفقودة.

الخاتمة

إن أورام الغدة الدرقية يمكن أن تتراوح بين حميدة وخبيثة، وتسبب مجموعة من الأعراض المتنوعة التي تؤثر على الصحة العامة للشخص. من الضروري أن يتم التشخيص والعلاج في مراحل مبكرة لتفادي المضاعفات المحتملة. يعتبر الفحص الطبي المنتظم والمتابعة المستمرة أساساً للحفاظ على صحة الغدة الدرقية والكشف المبكر عن أي تغيرات قد تحدث فيها.