ارتفاع الحرارة أثناء التسنين

ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال بسبب التسنين: الأسباب، الأعراض، وطرق التعامل مع الحالة

يعد التسنين من المراحل الطبيعية التي يمر بها الأطفال الرضع، حيث يبدأ ظهور الأسنان اللبنية في الفم عادة في سن ستة أشهر، ولكنه يختلف من طفل لآخر. ورغم أن التسنين يعد خطوة هامة في تطور الطفل، إلا أن هذه العملية قد تكون مصحوبة ببعض الأعراض المزعجة، ومنها ارتفاع درجة الحرارة. قد تشعر الأمهات بالقلق عندما يُصاب طفلها بارتفاع في درجة الحرارة خلال هذه المرحلة، مما يثير العديد من الأسئلة حول السبب وراء ذلك وكيفية التعامل مع هذه الحالة.

1. ما هو التسنين؟

التسنين هو عملية ظهور الأسنان الأولى لدى الأطفال، وعادة ما تبدأ الأسنان اللبنية في الظهور بين سن 4 إلى 7 أشهر. تظهر الأسنان تدريجيًا، بداية من القواطع الأمامية العلوية والسفلية، تليها الأضراس والأنياب. يشكل التسنين جزءًا من عملية النمو الطبيعية للطفل، لكنه قد يسبب بعض الانزعاج نتيجة للألم والتورم الذي يصاحب خروج الأسنان من اللثة.

2. ارتفاع درجة الحرارة خلال التسنين: لماذا يحدث؟

تعتبر درجة الحرارة المرتفعة من الأعراض الشائعة التي قد تظهر أثناء التسنين، لكن من المهم التفريق بين الحمى (التي تعتبر مؤشرًا على وجود مرض) والارتفاع الطفيف في درجة الحرارة (الذي قد يحدث نتيجة للتسنين).

2.1 أسباب ارتفاع درجة الحرارة أثناء التسنين

هناك عدة أسباب تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الطفل أثناء التسنين، وتشمل:

• التهيج الناتج عن بزوغ الأسنان: عندما يبدأ السن في الظهور من تحت اللثة، يتسبب ذلك في تهيج الأنسجة المحيطة. يمكن أن يؤدي هذا التهيج إلى استجابة التهابية في الجسم، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة بشكل طفيف.

• الإفرازات الكيميائية: عند تسنين الطفل، يتزايد تدفق اللعاب في الفم بشكل كبير، ما يؤدي إلى حدوث بعض التفاعلات الكيميائية في الجسم. هذا قد يساهم في زيادة درجة الحرارة.

• ضعف جهاز المناعة: نظرًا لأن عملية التسنين تتزامن مع نمو الأطفال الرضع، يمكن أن يتأثر جهاز المناعة لديهم، مما يزيد من احتمال ارتفاع درجة الحرارة.

• الضغط البدني على اللثة: قد يؤدي الضغط الناتج عن محاولة الأسنان الظهور إلى حدوث تورم في اللثة، مما يسبب في بعض الأحيان زيادة في درجة الحرارة نتيجة للتفاعل مع الأنسجة.

2.2 هل يشير ارتفاع درجة الحرارة إلى مرض؟

من المهم أن تكون الأمهات على دراية بأن ارتفاع درجة الحرارة الناجم عن التسنين يكون غالبًا طفيفًا ولا يتجاوز 38 درجة مئوية (100.4 درجة فهرنهايت). إذا كان الطفل يعاني من درجة حرارة أعلى من ذلك، أو إذا كانت الأعراض المصاحبة مثل القيء أو الإسهال أو السعال موجودة، يجب استشارة الطبيب للتأكد من أن هذه الأعراض ليست نتيجة لمرض آخر.

3. الأعراض المصاحبة للتسنين

قد يرافق ارتفاع درجة الحرارة أعراض أخرى، ومن أبرزها:

• التهيج والبكاء المستمر: الأطفال الذين يمرون بفترة التسنين قد يكونون أكثر حساسية ويعانون من التوتر والقلق بسبب الألم الناتج عن التسنين.

• تورم اللثة: تصبح اللثة منتفخة وحمراء حول السن الذي يظهر.

• زيادة إفراز اللعاب: يمكن أن يكون إفراز اللعاب أكثر من المعتاد، وهو أمر شائع أثناء التسنين.

• خدش الأذن أو فرك اللثة: قد يبدأ الأطفال في فرك أذنهم أو اللثة بسبب الألم والتورم، وهو رد فعل طبيعي.

• انخفاض الشهية: قد يفقد الطفل شهيته للأكل أو الشرب بسبب الألم الذي يشعر به في فمه.

4. كيفية التعامل مع ارتفاع درجة الحرارة أثناء التسنين

إذا كانت درجة حرارة الطفل مرتفعة بشكل طفيف أثناء التسنين، فهناك العديد من الطرق التي يمكن للأم اتباعها لتخفيف الأعراض:

4.1 استخدام المسكنات المناسبة

يمكن استخدام الأدوية المسكنة التي لا تحتاج إلى وصفة طبية لتقليل الألم وتخفيف الحمى، مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل إعطاء أي دواء للتأكد من الجرعة المناسبة للطفل.

4.2 استخدام عضاضات الأسنان

توفر عضاضات الأسنان المصنوعة من المواد الآمنة للطفل وسيلة جيدة للتخفيف من الألم الناجم عن التسنين. يمكن تبريد بعض العضاضات في الثلاجة قبل إعطائها للطفل لتخفيف التورم والألم.

4.3 التدليك اللطيف للثة

يمكن استخدام أصابع نظيفة لتدليك لثة الطفل بلطف، مما قد يساعد على تخفيف الألم المترتب على بزوغ الأسنان. يجب أن يكون التدليك لطيفًا وبطيئًا لتجنب أي أضرار للأنسجة.

4.4 تقديم الطعام البارد

يمكن إعطاء الطفل الأطعمة الباردة مثل الزبادي أو قطع الفاكهة المثلجة، حيث أن البرد يمكن أن يساعد في تهدئة الألم الناتج عن التسنين.

4.5 الراحة والاهتمام العاطفي

يحتاج الطفل خلال هذه الفترة إلى الاهتمام والراحة، حيث أن التسنين قد يسبب له انزعاجًا عاطفيًا. يمكن أن تساعد اللمسات الحانية والتهدئة على تهدئة الطفل.

4.6 الحفاظ على الترطيب الجيد

من المهم الحفاظ على رطوبة جسم الطفل، خاصة إذا كان يعاني من زيادة في إفراز اللعاب. يمكن تقديم الماء بانتظام للطفل للمساعدة في تجنب الجفاف.

5. متى يجب استشارة الطبيب؟

يجب على الأمهات أن تكون حريصات على متابعة درجة حرارة الطفل وحالته الصحية بشكل عام. وفيما يلي بعض الحالات التي تستدعي استشارة الطبيب:

• إذا كانت درجة الحرارة أعلى من 38.5 درجة مئوية (101.3 درجة فهرنهايت).

• إذا استمرت الأعراض لفترة طويلة أو تفاقمت.

• إذا كان الطفل يعاني من قيء، إسهال، أو سعال مصاحب للحمى.

• إذا كانت هناك علامات لتورم أو احمرار غير طبيعي في الفم أو اللثة.

• إذا كان الطفل يرفض الطعام أو الشراب بشكل مستمر أو يبدو خاملًا للغاية.

6. الوقاية والتعامل مع المضاعفات

رغم أن التسنين يعد مرحلة طبيعية، إلا أنه يمكن أن يكون مزعجًا للطفل. تساعد الوقاية والعناية السليمة في التقليل من تأثيرات هذه المرحلة. إليك بعض النصائح:

• الاهتمام بنظافة الفم: يجب تنظيف فم الطفل بانتظام باستخدام قطعة قماش نظيفة وملطفة لتجنب التلوث في منطقة التسنين.

• مراقبة الحالة الصحية العامة: ينبغي مراقبة الحالة العامة للطفل بشكل مستمر للتأكد من عدم وجود أي أعراض مرضية أخرى قد تتداخل مع التسنين.

• الراحة النفسية والبدنية: دعم الطفل نفسيًا في هذه المرحلة يساعد في تخفيف الضغوط المترتبة على الألم، ويدعم راحته بشكل عام.

7. الخاتمة

إن ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال بسبب التسنين يعد من الأعراض الشائعة والتي غالبًا ما تختفي مع مرور الوقت. لكن من المهم أن تكون الأمهات على دراية بكيفية التفرقة بين الأعراض الطبيعية للتسنين والأعراض التي قد تشير إلى وجود مشاكل صحية أخرى. بالرغم من أن التسنين قد يكون مزعجًا، إلا أن هذه المرحلة الطبيعية ضرورية لنمو الطفل، ويمكن التعامل معها بشكل فعال من خلال الرعاية الطبية الصحيحة والعناية المنزلية.