حكم مسك الوكيل عن شعره

الوكيل في الأضحية: هل يمسك عن شعره؟

يعد موضوع الأضحية من المواضيع التي يحظى بها المسلمون باهتمام خاص، خاصة في أيام عيد الأضحى المبارك، حيث يسعى الكثير منهم لتقديم الأضحية تقرباً لله عز وجل. ويُعتبر الوكيل في الأضحية جزءاً مهماً في تنظيم الأضاحي، إذ يكون مسئولاً عن تنفيذ هذا العمل نيابة عن غيره. لكن، هل هناك أحكام خاصة بالنسبة للوكيل في الأضحية، مثل مسك شعره، وهل تختلف عن الشخص الذي يضحي بنفسه؟ هذا ما سنناقشه في هذا المقال بشكل مفصل.

مفهوم الوكيل في الأضحية

الوكالة في الأضحية تعني أن شخصًا ما يتولى تنفيذ الأضحية نيابة عن شخص آخر. هذا الشخص الذي يتولى القيام بالأضحية يُسمى الوكيل، سواء كان ذلك في ذبح الأضحية أو في شراء الأضحية. يحق للوكيل أن يذبح الأضحية نيابة عن الموكل بشرط أن يكون قد تم تحديد ذلك مسبقاً، سواء كان ذلك في حالة الذبح في المنزل أو في المسالخ الرسمية.

من حيث الشروط والواجبات، لا يُشترط أن يكون الوكيل بنفسه قد نوى الأضحية أو أدرك أيام العيد لكي يتحقق الأجر للموكل. ما يهم هو أن يقوم الوكيل بتفيذ الأضحية نيابة عن الشخص الذي عين له.

حكم مسك الوكيل عن شعره وأظافره

بداية، من المهم أن نذكر أن هناك حديثاً شريفاً يُوضح أن “من أراد أن يضحي فلا يمس من شعره ولا من أظافره شيئاً حتى يضحي” (رواه مسلم). وقد فسر العلماء هذا الحديث على أن الشخص الذي ينوي الأضحية يجب عليه أن يمسك عن قص شعره وأظافره خلال العشر من ذي الحجة، بدءاً من أول يوم في شهر ذي الحجة وحتى ذبح الأضحية.

لكن، هل يشمل هذا الحكم الوكيل؟ هل يجب على الوكيل أن يمسك عن شعره وأظافره إن كان يقوم بتنفيذ الأضحية نيابة عن آخر؟

رأي العلماء في مسك الوكيل عن شعره

الجواب المختصر هنا هو أن الوكيل لا يُلزم بمسك شعره أو أظافره، على عكس الشخص الذي ينوي الأضحية. فيما يلي نستعرض آراء بعض العلماء في هذا الشأن:

1. القول الأول: أن الوكيل لا يجب عليه أن يمسك عن شعره

يذهب جمهور من العلماء إلى أن الوكيل في الأضحية لا يجب عليه أن يمسك عن شعره أو أظافره. هذا يعني أنه في حال كان الوكيل هو الذي يتولى الذبح أو شراء الأضحية نيابة عن غيره، فإن هذا لا يترتب عليه أي أثر من ناحية مسك الشعر أو الأظافر. حيث إن الوكيل لا يُعتبر نويت الأضحية لنفسه، وبالتالي لا ينطبق عليه الحكم الوارد في الحديث الشريف المتعلق بمسك الشعر والأظافر.

2. القول الثاني: الوكيل يجب عليه أن يمسك عن شعره

بعض العلماء يقولون إنه يجب على الوكيل أن يمسك عن شعره وأظافره إذا كانت الوكالة تشمل أعمالاً مرتبطة بالأضحية، مثل الذبح. يعللون ذلك بأن الوكيل الذي يقوم بالذبح نيابة عن الآخر يدخل في حكم من يُضحي، وبالتالي فإن عليه الالتزام بشروط الأضحية، بما في ذلك الامتناع عن مس الشعر والأظافر.

حالة الشك

إذا كان الوكيل في حالة شك حول ما إذا كان يجب عليه أن يمسك عن شعره أو أظافره، يمكنه استشارة عالم مختص في الفقه الإسلامي، وذلك لتحديد ما إذا كانت الوكالة تعتبر كأضحية فردية أو لا. على الرغم من أن رأي معظم العلماء يميل إلى عدم وجوب ذلك، إلا أن البعض قد يفضل الاحتياط والتزام الحذر في مثل هذه الأمور.

الفرق بين الوكيل والموكل في حكم مسك الشعر

من المهم هنا أن نفرق بين حكم الشخص الذي يضحي بنفسه وحكم الوكيل. إذا كان الشخص يضحي لنفسه، فإنه يُشترط عليه الامتناع عن قص الشعر والأظافر طوال العشر الأوائل من ذي الحجة، بدءًا من دخول الشهر وحتى ذبح الأضحية. لكن الوكيل، الذي يقوم بذلك نيابة عن شخص آخر، لا يتعين عليه القيام بذلك وفقًا لمعظم آراء العلماء.

لماذا يجب أن يمسك المضحي عن شعره؟

أورد الفقهاء الحكمة من هذا الحكم بأنها تأتي في سياق التقرب إلى الله، وإظهار العزم على تنفيذ الأضحية بكل ما في النفس من استعداد. فمساواة الأضحية بذات الشخص تُظهر مدى التفاني في العبادة، ورفض أي نوع من الترفه خلال الأيام المباركة التي تسبق العيد. من هنا يحرص المسلم على التقيد بهذا الأمر إذا كان ينوي الأضحية.

استثناءات الوكيل من مسك الشعر

كما سبق، فإن الوكيل لا يُطالب بمسك شعره أو أظافره ما دام أن الوكالة لا تشمل نية الأضحية الشخصية، فالحكمة من مسك الشعر تتعلق بالنية الطاهرة والقيام بالفعل مباشرة.

ما يجب على الوكيل فعله

بينما يُستثنى الوكيل من مسك الشعر والأظافر، إلا أنه عليه أن يلتزم بشروط الأضحية الأخرى، مثل التأكد من سلامة الأضحية، وأن تكون مواصفاتها وفقًا للمعايير الشرعية. كما أن الوكيل يجب عليه التأكد من أن ذبح الأضحية يتم بالطريقة الصحيحة وبالأدوات الشرعية المعتمدة.

خلاصة القول

الوكيل في الأضحية لا يُلزم بمسك شعره أو أظافره إذا كانت الوكالة تتعلق بتنفيذ الأضحية نيابة عن شخص آخر. هذا يختلف عن الشخص الذي يضحي بنفسه، الذي يجب عليه الامتناع عن مس شعره وأظافره طوال أيام العشر من ذي الحجة.