في قلب هذا الكتاب الرائع الذي يحمل عنوان “حكايات نجيع”، يأخذنا الكاتب ربيع مرشد في رحلة مؤثرة وعميقة إلى عوالم متشظية وواقع مرير. تندمج الأحداث في هذه الرواية بطريقة ترسم صورة حية للتحديات التي تواجه العائلات في ظل الصراعات والمحن.
تبدأ القصة بآلاف العائلات المنكوبة، حيث يُسمى كل فقيد فيها شهيداً، وهو ما يلخص بشكل موجز الواقع القاسي الذي يعيشه هذا الشعب. يبرز الكاتب ببراعة كيف تتحول الحياة إلى بحر من الألم، وكيف يصبح الألم جزءًا لا يتجزأ من هوية هذا الشعب.
في وسط هذا الجحيم، نلتقي بشخصية إنانا، التي بعد تشظي أخوتها تدرك أن الحياة التي اعتادتها قد انتهت، وأمامها الآن بحر من الألم يغمر كل شيء من حولها. في هذا السياق، تتلاقى إنانا بشخصية سرجون، الذي يكشف لها عن جوانب مظلمة من الموت ويروي لها قصة غامضة تتعلق بعصر سابق وتنسجم مع مأساة جدها.
على صفحات هذه الرواية، يجسد ربيع مرشد ببراعة فنية كبيرة العواطف والأحداث، ممزوجًا بين الحاضر المرير والماضي الذي يلقي الضوء على جذور الألم والصمود. يتجلى هذا الجمع بشكل لافت في الـ 176 صفحة التي تشكل الكتاب، حيث تتدفق الكلمات بإتقان وتأسر القلب والعقل.
صدرت هذه الرواية الفريدة في عام 2018 عن دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع، مما يؤكد على الجودة والاهتمام الذي يوليه الناشر لتقديم الأعمال الأدبية المميزة. وتضيف غلافها الورقي لمسة فنية جمالية تعكس جوهر القصة وتجذب القارئ إلى اكتشاف عوالمها الفريدة.
تتألق هذه الرواية في فئة الأدب والخيال، حيث تقدم نظرة مميزة وعميقة في عقول الشخصيات وتكشف عن مشاعرهم وتجاربهم بشكل يتجاوز حدود السرد الروائي التقليدي. وتصنف أيضًا ضمن فئة الروايات، مما يعزز تنوعها وقدرتها على جذب فئات واسعة من القراء.
باختصار، “حكايات نجيع” تعتبر عملًا أدبيًا استثنائيًا يمزج بين الواقع القاسي والأحلام الجميلة، مترجمًا لنا حكاية فريدة تتناول قضايا الحياة والموت بطريقة ملهمة ومؤثرة.