في الربيع المبكر لعام 1941، شهدت منطقة توبروك في ليبيا أحداثًا ملحمية تمثلت في الحصار الشهير الذي أطلق عليه “حصار توبروك”. بدأ هذا الحصار في العاشر من إبريل من ذلك العام، واستمر حتى السابع والعشرين من نوفمبر، ممتداً لمدة سبعة أشهر متواصلة.
تعتبر معركة توبروك واحدة من الفصول المهمة في حرب الصحراء الثانية خلال الحرب العالمية الثانية، حيث شهدت مواجهات عنيفة بين القوات الإيطالية والألمانية من جهة، والقوات البريطانية والكومنولث من جهة أخرى.
كانت توبروك موقعاً استراتيجيًا حيويًا، حيث كانت تحتل موقعًا مهمًا على الطريق البري الذي يربط مصر بليبيا، وكانت توفر ميناءًا هامًا لتأمين إمدادات القوات الحلفاء. وبالتالي، كان السيطرة على توبروك أمرًا بالغ الأهمية لكلا الجانبين.
تمتلك القوات الإيطالية والألمانية في بداية الحصار تفوقًا عدديًا وعسكريًا، وقد استخدموا هذا التفوق لشن هجمات مستمرة على المدينة ومحاولة قطع خطوط الإمداد الخاصة بالحلفاء. ومع ذلك، فشلت محاولاتهم المتكررة في اختراق الدفاعات البريطانية.
بينما استمر الحصار، تعرضت توبروك لقصف متواصل وحصار شديد، ولكن رغم ذلك، استمرت القوات الحلفاء في المقاومة بشجاعة، وتمكنت من صد الهجمات والحفاظ على الثبات والصمود.
وفي نهاية المطاف، بعد معاناة شديدة وتضحيات جسيمة، نجحت القوات الحلفاء في تحطيم الحصار وتحرير توبروك في السابع والعشرين من نوفمبر 1941. هذا النصر البارز أضفى دفعة معنوية هائلة على القوات الحلفاء وكان له أثر كبير على مسار الحرب في المنطقة.
بعد تحرير توبروك، استمرت المعارك في المسرح الليبي وتحولت إلى معارك شرسة في الصحراء الليبية والمناطق المجاورة، حتى استعادت القوات الحلفاء السيطرة على المنطقة بشكل شامل في السنوات التالية.