في رواية “حذاء فيلليني” للكاتب وحيد طويلة، يتجلى الكم الهائل من الخيال والابتكار في عالم أدبي يتخطى حدود الواقع المألوف. يتسم الكتاب بطابع فريد يجمع بين الواقعية والخيال، حيث يقودنا الكاتب إلى عالم موازٍ حيث يتخذ الشخصية الرئيسية، فيلليني، دور الزعيم الذي يطمح أن يسبق اسمه اسم رئيس إيطاليا في صفحات موسوعة جينيس.
تتجلى شخصية فيلليني كشخصية مجرمة تتنقل بين الواقع والخيال ببراعة فائقة، حيث يتخيل نفسه بشكل جريء ومتهور، يتجاوز في تصوراته حتى الرؤساء الحقيقيين. الرواية تعكس جرأة وحماقة فيلليني الذي يخلق أفلامًا من عقله بدون ورق مكتوب أو مخطوط، مما يجعله يتصدر الصفحات الأولى للموسوعة جينيس. يظهر فيلليني كشخصية متعددة الأوجه، حيث يستمد إلهامه من خلال تحدي السلطات وتجاوز حدود الواقع المفروضة.
تأخذنا الرواية في رحلة استكشافية لعقل فيلليني المليء بالتناقضات والتحديات. يظهر الكاتب ببراعة في صياغة الأحداث وتطور الشخصيات على مدى 184 صفحة، مما يجعل القارئ ينغمس في عالم مليء بالغموض والتشويق.
تصف الرواية بشكل دقيق جداً عرضة الرئيس الوهمي، فيلليني، لاستجابة السلطات وتفاعلها مع أفلامه التي تخطت حدود العقل البشري. تبرز الجرأة والحماقة في طابع فيلليني، مما يجعل القارئ يتساءل حتى أي مدى يمكن للخيال أن يتجاوز الحدود الواقعية.
تتميز الرواية بلغة أدبية رائعة وأسلوب سردي ممتع، حيث يتقن الكاتب وحيد طويلة فن صياغة الجمل الطويلة والوصف الدقيق، مما يضيف طابعًا خاصًا للسرد. الغلاف الورقي الجذاب يعكس جمال الرواية ويشجع على استكشاف عوالمها الفريدة.
تصنف الرواية ضمن فئة الأدب والخيال، وتحديداً في فئة الروايات، مما يعني أنها تقدم تجربة أدبية غنية ومثيرة لعشاق الخيال والابتكار. يمثل الكتاب إضافة قيمة لعالم الأدب العربي، حيث يجمع بين الفكر العميق والتحليق في عوالم الخيال بطريقة مميزة ومبتكرة.