في الخامس والعشرين من مايو عام 1988، شهدت مدينة نيو أورليانز في ولاية لويزيانا حادث طيران مروع، حيث كانت الطائرة التي تابعة لشركة TACA في رحلتها المتجهة من مدينة بليز سيتي في بليز إلى نيو أورليانز، تعرضت لظروف جوية قاسية أثناء الرحلة. الطائرة من طراز بوينغ B-737-3T0 وكانت تحمل رقم التسجيل N75356 ورقم الهيكل 23838.
حينما كانت الطائرة في المنطقة الجوية القريبة من نيو أورليانز، واجهت ظروف جوية سيئة تتمثلت في هطول أمطار غزيرة وتساقط بَرَد، مما أدى إلى إطفاء محركي الطائرة. وعلى الرغم من محاولات الطاقم الفني لإعادة تشغيل المحركين، فشلت جميع المحاولات، مما أجبر الطاقم على البحث عن مكان مناسب للهبوط الاضطراري.
بجهود بطولية ومهارة استثنائية، تمكن الطيارون من الهبوط بسلام في ميدان عشبي بين ترعة صرف صحي وسد، بالرغم من عدم توفر الطاقة الكهربائية لدى الطائرة. تبيَّن فيما بعد أن سبب فشل المحركات كان تساقط الماء الكثيف نتيجة العواصف الرعدية العنيفة من الدرجة الرابعة.
توجد عدة أسباب وراء هذا الحادث المروع، منها التصميم الغير كافي للمحركات ومعايير شهادة الطيران المدني الأمريكية (FAA) المتعلقة بامتصاص الماء، حيث لم تكن تلك المعايير تعكس بشكل كافي معدلات تدفق المياه التي يمكن توقعها في العواصف الرعدية المتوسطة أو العنيفة.
يظهر هذا الحادث كنقطة تحول مهمة في تحسين معايير السلامة في صناعة الطيران، وكان درسًا مؤلمًا وقاسيًا لتحسين القوانين والتدابير الوقائية لضمان سلامة الركاب والطواقم في ظل تأثيرات الظروف الجوية القاسية.