في يوم السادس عشر من أغسطس عام 1986، تعرضت إحدى رحلات الطيران التابعة لشركة الطيران السودانية، والتي كانت مجدولة للطيران بين مدينتي ملكال والخرطوم، إلى حادث مأساوي في سماء مدينة ملكال بجنوب السودان. فقد كانت الطائرة المعنية من طراز “فوكر إف-27 فريندشيب 400 إم”، والتي كانت مسجلة تحت الرقم التسلسلي ST-ADY، حيث أقلعت في تمام الساعة العاشرة والنصف صباحاً بالتوقيت المحلي.
كان على متن الطائرة ما يقارب 60 راكباً، وللأسف الشديد، فإن جميع الأفراد الذين كانوا على متن الرحلة لقوا مصرعهم في هذا الحادث المأساوي، حيث بلغت نسبة الوفيات على متن الطائرة 100٪. ولحسن الحظ، لم تتعرض الأرض أو المناطق المحيطة لأي أضرار جراء سقوط الطائرة.
يُعتقد أن سبب هذا الحادث الفظيع كان نتيجة لإسقاط الطائرة بواسطة مقاتلي جبهة التحرير الشعبية السودانية (SPLA) باستخدام صواريخ أرض-جو، وذلك بعد وقت قصير من إقلاع الطائرة من مطار ملكال. وقد تسبب هذا الهجوم العدائي في فقدان العديد من الأرواح وإحداث خسائر فادحة في الحياة البشرية.
تلك اللحظة المأساوية تُعتبر جزءًا من سجل حوادث الطيران الذي تشوبه العديد من الصعوبات والتحديات، وهي تذكير مرير بالخطورة التي تتعرض لها رحلات الطيران في مناطق النزاعات المسلحة، وضرورة توخي الحذر الشديد واتخاذ التدابير الأمنية اللازمة لضمان سلامة الركاب والطواقم في جميع الأوقات وتجنب تكرار مثل هذه الكوارث المأساوية في المستقبل.