حادث طائرة قرب شاخ جوان

في الثالث من مارس عام 1983، كانت لحظة تاريخية مأساوية تعتري سماء أفغانستان، حيث شهدت البلاد حادث طائرة مروعًا أودى بحياة جميع من كانوا على متنها. كانت الطائرة التي تحمل على متنها آمال وأحلام الركاب تحلّق في سماءها بلا وعي بالمصير المروع الذي ينتظرها. الرحلة كانت تابعة لشركة “باختار أفغان إيرلاينز”، وكانت تستخدم طائرة من طراز دي هافيلاند كندا DHC-6 توين أوتر 300، والتي كانت مسجلة تحت الرقم YA-GAZ.

كانت الظروف الجوية غير مواتية تمامًا في تلك اللحظة الحرجة، حيث كانت المنطقة المحيطة بـ “شاخ جوان” مغمورة بالمطر والتقلبات الجوية والعواصف الرعدية. ومع ذلك، قرر الطيار الاستمرار في الطيران بالرؤية البصرية VFR بدلاً من انتظار تحسن الأحوال الجوية، وهو قرار لم يكن بالشكل المناسب في تلك الظروف الجوية السيئة.

ربما تكمن جزءًا من سبب هذا القرار الخاطئ في تأثر الطيار بالظروف الجوية السيئة، حيث كان يواجه صعوبة في التنفس بسبب نقص الأكسجين عندما كان يطير على ارتفاع عالٍ، مما أثر على قراراته وتصرفاته. هذا الارتفاع المفرط ربما كان جزءًا من محاولته لتجنب الظروف الجوية السيئة في الأسفل، لكنه في الواقع لم يجد النجاة في ذلك.

بالرغم من محاولات الطيار للتصدي للظروف الجوية الصعبة، إلا أن الطائرة لم تكن قادرة على تحمل قوة الطبيعة العاتية. ونتيجة لذلك، فإن الطائرة انحرفت عن مسارها المخطط له وانقطعت عنه، مما أدى إلى وقوع الحادث الذي أودى بحياة جميع الأشخاص الذين كانوا على متنها، وبلغ عددهم 19 راكبًا، دون أن يتأثر أي شخص على الأرض بسبب الحادث.

تظل هذه الحادثة تذكيرًا مأساويًا بأهمية احترام ومراعاة الظروف الجوية واتخاذ القرارات السليمة والمناسبة في كل لحظة أثناء الطيران، حيث يكمن في ذلك الفارق بين الحياة والموت في عالم الطيران.