في الخامس عشر من مارس عام 1989، تعرضت مدينة ويست لافاييت بولاية إنديانا في الولايات المتحدة الأمريكية لحادث طائرة مأساوي، حيث كانت شركة “ميد باسيفيك إير” تدير رحلة جوية بواسطة طائرة شحن من طراز “NAMC YS-11A-300F”. كانت الطائرة متجهة من تير هوت إلى لافاييت، حيث كانت تقوم برحلة شحن.
وفي ساعات الصباح الباكر، تحديداً في تمام السابعة والخمسة والعشرين دقيقة بالتوقيت المحلي، كانت الطائرة تقوم بعملية الهبوط عندما حدث ما لم يكن في الحسبان. فجأة، وبينما كانت تقترب من المدرج، انحرفت الطائرة عن مسارها المخطط وانغمست في مأساة حقيقية، إذ تميلت بشكل حاد نحو الأرض واصطدمت على بعد مسافة قصيرة من المدرج.
أسفر الحادث عن وفاة جميع من كانوا على متن الطائرة، إذ كان عددهم اثنان، دون أي خسائر في الأرواح على الأرض. وبعد التحقيق في أسباب هذا الحادث المروع، تبين أن سبب الانحراف المفاجئ والانحدار الحاد للطائرة يعود إلى قرارات الطاقم الطائر وتقديراتهم غير الصحيحة أثناء الرحلة. كما تم الكشف عن تراكم طبقة من الجليد على حافة الذيل الأفقية للطائرة خلال الرحلة، دون أن يتم اكتشافها من قبل الطاقم.
كانت هذه الظروف الجوية القاسية، بالإضافة إلى التحليق بوضعية مركزية للثقل الأمامية، والتي أثرت سلباً على استقرار الطائرة، وتفاقمت بفعل تمديد الألواح الخلفية للهبوط بالكامل، جميعها عوامل أسهمت في تدهور الوضع وحدوث الحادث المأساوي.
تعتبر هذه الفاجعة عبر السنين تذكيراً بأهمية تقييم الظروف الجوية بعناية، واتخاذ القرارات الصائبة خلال عمليات الطيران، حيث أن أبسط الأخطاء قد تؤدي إلى نتائج مأساوية.