في الثاني عشر من ديسمبر عام 1953، شهدت مدينة ناجبور في الهند حادثًا مروعًا لطائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الهندية، والذي أسفر عن وفاة معظم من كانوا على متنها، مما جعلها واحدة من أحداث الطيران المأساوية التي لن تُنسى في تاريخ الطيران. كانت الطائرة المعنية في هذا الحادث من طراز دوغلاس دي سي-3، والتي كانت تحمل الرقم التسجيلي VT-CHF.
الحادث بدأ عندما واجهت الطائرة مشكلة في أحد محركاتها اليسرى بعد إقلاعها، مما دفع الطيار لاتخاذ قرار بالعودة إلى المطار. خلال محاولته للعودة، قام الطيار بتنفيذ منعطف حاد لليسار بارتفاع غير كافٍ، وهو ما أدى إلى فقدان السيطرة على الطائرة وانحرافها عن المسار المحدد. كانت الطائرة في وضعية لم تكن ملائمة لتنفيذ هذا النوع من المنعطفات الحادة، حيث كانت سرعتها وارتفاعها غير ملائمين لذلك.
وفي محاولة يائسة للتصدي للوضعية الخطرة التي وقعت فيها، قام الطيار بإنزال عجلات الهبوط تحضيراً للهبوط الاضطراري، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لمنع الحادث الذي كان قد أصبح محتومًا. كما أن انذاراً كاذباً باندلاع حريق في المحرك الأيمن زاد من الارتباك ودفع الطيار إلى اتخاذ قرارات غير موفقة في الوقت الحاسم.
بفعل الظروف القاسية والقرارات الخاطئة، فشل الطيار في استعادة السيطرة على الطائرة، وبالتالي اصطدمت الطائرة بقوة بالأرض، مما تسبب في وفاة معظم ركابها. تم تحديد عدد الركاب على متن الطائرة بـ 14 راكبًا، وكان هناك 13 وفاة، بينما لم تكن هناك إصابات بين الأشخاص على الأرض.
يعتبر هذا الحادث تذكيرًا مؤلمًا بأهمية اتخاذ القرارات السليمة والتصرف بحذر ووعي في جميع جوانب عمليات الطيران، وبأن تكون الجاهزية والتدريب الجيد للطواقم الطيرانية من الأمور الحيوية لضمان سلامة الرحلات ومنع وقوع حوادث مميتة.