حادث طائرة راندي رودز في فلوريدا

في اليوم التاسع عشر من شهر مارس عام 1982، وفي تمام الساعة العاشرة والنصف صباحًا بالتوقيت المحلي، وقع حادث طائرة مروحية في مدينة ليسبرغ بولاية فلوريدا، الولايات المتحدة الأمريكية. كانت الطائرة تابعة لشركة خاصة وكانت من طراز “Beechcraft Bonanza F35″، وبتسجيل رقم “N567LT”. وكانت الطائرة تحمل على متنها ثلاثة أشخاص، وكانوا جميعًا ضحايا الحادث.

وتشير التقارير إلى أن من بين الركاب كان “راندي رودز” البالغ من العمر 25 عامًا، والذي كان يعتبر أحد نجوم الغيتار الرئيسيين للفنان المشهور “أوزي أوزبورن” في فرقته الموسيقية. وكانت الطائرة في مهمة للتحليق بالقرب من حافلة الجولة الخاصة بأوزبورن، حيث كان الطيار يحاول تنفيذ حركة “buzz” بالقرب من الحافلة.

ووفقًا للتقرير، فإن الطيار كان يحاول تنفيذ هذه الحركة عدة مرات، ولكن في إحدى المحاولات، اصطدم جناح الطائرة الأيسر بجانب الحافلة، مما أدى إلى تمزيقها في مكانين مختلفين تقريبًا على طول الجانب الأيمن. ونتيجة للاصطدام، تم رمي الطائرة فوق الحافلة، واصطدمت بشجرة صنوبر، مما أدى إلى قطعها تقريبًا على ارتفاع يبلغ حوالي 10 أقدام من الأرض، قبل أن تسقط في مرآب منزل.

وحسب التحقيقات، فإن الطائرة كانت تحوم في الهواء على ارتفاع يتراوح ما بين 10 إلى 11 قدمًا، وكانت تسير بسرعة تتراوح ما بين 120 إلى 150 عقدة خلال الاصطدام النهائي. ورغم وجود أعضاء آخرين من فرقة أوزبورن داخل الحافلة، إلا أنهم لم يصبوا بأذى.

وفي نهاية المطاف، أظهرت التحقيقات أن شهادة الطيار “أندرو أيكوك” من الدرجة الثالثة قد انتهت صلاحيتها، مما جعل رخصته الطيارية غير صالحة. ويعزى سبب الحادث إلى الحكمة السيئة من قبل الطيار في تنفيذ حركة “buzz” بالقرب من الحافلة وعدم تقديره لمسافة التخلص من العوائق بشكل صحيح.

وقد أسفر هذا الحادث الأليم عن وفاة جميع من كانوا على متن الطائرة، بما في ذلك “راندي رودز” و”راشيل يونغبلود”، مصففة شعر الفرقة، بالإضافة إلى الطيار. وتعتبر هذه الحادثة مثالاً مأساويًا على العواقب المدمرة التي يمكن أن تنجم عن تصرفات غير مسؤولة في مجال الطيران، وتظل تذكيرًا قاسيًا بأهمية الامتثال للقوانين والإجراءات الأمنية في جميع الأوقات.