حادث طائرة بيتشكرافت في مين

في السابع والعشرين من أغسطس عام 1985، وتحديدًا في تمام الساعة العاشرة والخامسة مساءً بالتوقيت المحلي، وقعت واحدة من الحوادث الجوية المأساوية التي تعرف بدقة تفاصيلها، حيث كانت تلك اللحظة مصيرية لرحلة رقم 1808 التابعة لشركة “بار هاربور للطيران”، والتي كانت تستخدم طائرة من طراز بيتشكرافت 99، مسجلة بالرقم N300WP، أثناء محاولتها الهبوط في مطار “أوبرن” بولاية مين بالولايات المتحدة الأمريكية.

كانت الرحلة مقررة للتحليق من بوسطن، ماساتشوستس إلى “أوبرن” بولاية مين، حيث كانت تحمل على متنها ثمانية أفراد. ومع أن مسافة الرحلة كانت قصيرة، إلا أن الأمور تطورت بشكل غير متوقع خلال مرحلة الهبوط.

وفي مشهد مروع، لم ينجح الطاقم في تصحيح مسار الطائرة بعدما لاحظ مراقبو المرور الجوي أنها كانت تتجه شرقاً بعيداً عن المسار المحدد، وتم توجيه تعليمات للطاقم لتصحيح الوضع. ومع ذلك، فشل الطاقم في التقاط مسار الهبوط بنجاح، مما أدى إلى اصطدام الطائرة بالأشجار وسقوطها قبل البلوغ إلى مركز المدرج بشكل قصير وعلى الجهة اليمنى من محور المدرج.

وتشير التقارير إلى أن السبب وراء هذا الحادث الأليم يعود إلى استمرار الطيار في القيام بعملية الهبوط بشكل غير مستقر، مما أدى إلى انخفاض الطائرة دون مستوى مسار الهبوط المقرر. وقد تم التأكيد على أن الطيار قام بإجراءات الطيران في ظروف الأجواء الداخلة بالأدلة (IFR) بشكل غير صحيح، حيث لم يقم بتنفيذ الإجراءات الصحيحة للهبوط المفقود، ولم يتم تحديد ارتفاع القرار (Decision height) بشكل صحيح.

ومن بين الضحايا الذين فقدوا حياتهم في هذا الحادث الأليم كانت سامانثا سميث، التي كان عمرها 13 عامًا، بالإضافة إلى والدها. ولقد أصبحت سامانثا مشهورة لكتابتها رسالة إلى الزعيم السوفيتي يوري أندروبوف تعبر فيها عن خوفها من الحرب النووية، وقد زارته فيما بعد في موسكو.

إن هذا الحادث يظل علامة مؤلمة على خطورة عدم الالتزام بالإجراءات الصحيحة في الطيران، ويجسد بشكل مؤلم تأثيرات القرارات الخاطئة على حياة الأشخاص وسلامتهم، سواء كانوا على متن الطائرة أو في الأرض.